معارك خارج حدود الوطن..تضحيات بلا ثمن) بقلم / أدهم الغزالي
(معارك خارج حدود الوطن..تضحيات بلا ثمن)
بقلم / أدهم الغزالي
*إن الثوره السلميه الشعبيه (الحراك السلمي الجنوبي) التي انطلقت في عام 2007م كانت لها أهداف واضحه وجائت نتيجة لاستمرار الظلم والعدوان الذي ارتكب بحق شعبنا الجنوبي منذ مطلع العام 1994م من قبل تحالف (المؤتمر-الاصلاح وكافة القوى الشمالية) وقدم شعبنا خلال تلك المسيره السلميه قوافل كبيره من الشهداء لايستهان بها وأصر شعبنا أن يكون ثمن تلك التضحيات الجسيمه هو تحرير كامل التراب الوطني الجنوبي وانتزاع القرار السياسي وتحقيق السيادة الكامله على كامل الأجواء الوطنيه الجنوبية برا وبحرا وجوا وبحدود 30 نوفمبر 1967م.
ان المتغيرات التي حدثت بعد 19 مارس 2015م والتي افضت الى هزيمة التحالف الجديد (عفاش والحوثي) كانت بداية جديدة ومرحلة مفصلية مكملة لمراحل النضال السابقة، ولكن للأسف لم يتم استثمارها من قبل العناصر الوطنية المؤمنة بعدالة القضية وتوجيه مسارها نحو هدف الشعب المنشود إلا وهو تحرير كامل التراب الوطني الجنوبي والدفاع عنه وبناء الدولة الجنوبية من خلال تفعيل مؤسساتها وبناء منظومة عسكرية وأمنية قوية تحمي منجزات ومكتسبات الثورة والثوار التي تحققت حتى الآن والمشرف جدا ان الأحداث الأخيرة عملت على تغيير المعادلة من خلال دخول قوى دولية وإقليمية على خط الصراع القائم في اليمن واستثمرت حماس شعبنا في الجنوب وحققت انتصارات كبيرة من خلال ذلك الحماس الجياش في كل الجبهات التي شارك ويشارك فيها الجنوبيين عكس القوى الشمالية التي يتم دعمها بشكل كبير ولكنها لم تحرر اي محافظة شمالية لشكل كامل حتى الآن.
ان الانتصارات التي تحققت كانت في حقيقة الأمر نابعة من الروح الصادقة والمخلصة التي تسود صفوف المقاومة الجنوبية ، حيث الجميع كان كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، بعيدا عن تأمل اي مردودات شخصية عدا إنجاز مهمة تحرير الأرض الجنوبية من المحتل ومخلفاته ، وبفعل تلك التضحيات والجهود المتفانية تم إنجاز مهمة تحرير جزء كبير من التراب الوطني الجنوبي.
اليوم وبعد تحقيق كل هذه الانتصارات العظيمة نرى بعض القوى التقليدية في الشمال والمدعومة من قبل التحالف تحاول أن تستثمر حماس شعبنا بكل حماقة ووقاحة وهذا ما اتضح جليا بعد تحرير منطقة باب المندب ومحيطها حتى مديرية المخأ التابعة لمحافظة تعز حيث عملت تلك القوى المعادية لتطلعات شعبنا على إيقاف تقدمها نحو المناطق التي يسيطر عليها الحوثي وصالح في مأرب والجوف وصعدة والبيضاء وغيرها من جبهات الشمال وهذا ما يعني استنزاف المقاومة الجنوبية في الساحل الغربي لليمن، وفي نفس الوقت نشاهد بعض العناصر الجنوبية المحسوبة على الشرعية تعمل على تهميش المقاومة الجنوبية الأصيلة في عدن وغيرها من محافظات الجنوب وتعمل على خلط الأوراق وخلق حالة من اللا إستقرار في المناطق المحررة وكل ذلك من أجل تمرير مشاريع مرفوضة في الشمال وفي الجنوب.
عناصر الشرعية المعترف بها امميا ما كانت لتنتصر إلا بعد أن وقف شعبنا إلى جانبهم ورد لهم الاعتبار بعد أن خذلتهم كل القوى في الشمال وها هم اليوم يطعنون شعبنا في الصميم بمشاريعهم الهزيلة وأولها تقسيم الجنوب تحت مسمى الأقاليم واليمن الاتحادي الجديد وفقا لمرجعيات رفضها شعبنا مرارا مثل المبادرة الخليجية التي لا تعني شعبنا لا من قريب ولا من بعيد، وايضا مخرجات الحوار الوطني الذي رفضه شعبنا والطامة الكبرى التي يتم العمل عليها هي تدمير العقيدة العسكرية في الجنوب من خلال تهميش كوادر الجيش الجنوبي السابق وتأهيل عناصر مدنية بقرارات سياسية وإعطائهم رتب ومناصب عليا وهذا كله يعتبر تأسيس لمرحلة جديدة من الصراع ولكن هذه المرة في عدن وحضرموت والمؤشرات كثيرة نسأل الله أن يجنب شعبنا كل شر ومكروه.
وفي الختام.... ندعوا كل القوى الوطنية المؤمنة بعدالة القضية والمتمسكة بمبدأ التحرير والاستقلال إلى حماية كل المكتسبات التي تحققت وعدم السماح للقوى المعادية في استثمار ما تحقق خدمة لمشاريع هزيلة ، كما ندعو رجال المقاومة الجنوبية إلى التماسك وعدم الانجرار نحو اي صدام داخلي تحاول القوى المعادية اصطناعه ورعايته ،كما ندعوهم إلى الثبات على حدود الجنوب وعدم التقدم في العمق الشمالي لأن أي تقدم للمقاومة الجنوبية نحو الشمال يعتبر انتحار والثمن سيكون مكلف جدا ولن يدفعه أحد غير شعبنا الجنوبي.
والأهم من كل ما سبق ذكره هو حماية الثورة بشكل عام ومكتسباتها التي تحققت ورموزها من خلال إطار سياسي ((جبهوي)) يحمي الشعب والثورة ويحافظ على النسيج المجتمعي الجنوبي من التفكك والتشظي ويكون الإطار السياسي الجامع لكل القوى الوطنية في الجنوب وهذا أمر لابد منه كخطوة أولى لاستعادة الدولة ولن يتحقق اي انتصار إلا بذلك الإطار الجبهوي واي نصر عسكري خارج هذا الإطار سيستثمر من قبل القوى الأخرى الموجودة على الساحة والمدعومة خارجيا ولها أهداف وحسابات اخرى غير التي يناضل من أجلها شعبنا والله الموفق والمستعان...
التعليقات على الموضوع