شبكه صوت الجنوب

ads header

الجنوب (المنسي) في أجندة التحالف الخليجي !!!!

الجنوب (المنسي) في أجندة التحالف الخليجي !!!!

عبد الكريم سالم السعدي

 

يصر العالم الإقليم والتحالف على عدم التعاطي مع أبناء الجنوب إلا من خلال (الشرط التعجيزي ) المسمى حاملا سياسيا مع أن هذا العالم الإقليم وكذلك التحالف لم يحدد بعد نظرته لهذا الجنوب  ..!!

 

هل ينظر إلى الجنوب كبقعة جغرافية مستقلة أم أنه ينظر إليه كجزء من تكوين سياسي  عام  يسمى اليمن ؟!

 

في اعتقادي أن الزاوية التي يقف فيها هؤلاء جميعا ونظرتهم للجنوب ستحدد ما إذا كان هذا الحامل ضرورة تخدم هدف أبناء الجنوب فعلا  أم أنه مجرد فزاعة يرفعونها في وجوه كل من يتحدث عن حق أبناء الجنوب في استعادة وطنهم المختطف !!

 

فإذا كانت النظرة بأن الجنوب في نظر هؤلاء يشكل جزء من كيان ومساحة سياسية  تسمى اليمن فإن التعاطي مع هذا الجنوب لا يتطلب بالضرورة  تمركز التمثيل في شخص واحد أو كيان واحد بل يجب أن ينطلق ذلك التعاطي من نفس زاوية التعاطي مع أطراف هذه المساحة السياسية  المختلفة وأقصد هنا مايمارسه هؤلاء في سياستهم في التعاطي مع أطراف الشمال فهم يتعاطون مع عبدالملك الحوثي كممثل لجماعة في الشمال ويتعاطوا مع علي عبدالله صالح كممثل للمؤتمر الشعبي وحلفائه ويتعاطوا مع عبدربه منصور  هادي كممثل لتيار خلقته الأحداث السياسية في  الشمال واطلقوا عليه لضرورة الحرب السياسية ( الشرعية ) بل وامتد التعاطي إلى رؤساء الأحزاب والقوى هناك ووصل الى حد التعامل مع شيوخ القبائل وكبراء العائلات  في الشمال  !!!

 

في  المقابل وفي ظل كل ذلك يرفض المجتمع الدولي والإقليمي والتحالف الخليجي  التعاطي مع أبناء الجنوب إلا من بوابة التوحد خلف ممثل واحد مع علمهم بأن هذا التوحد لن يكون حتى في دولهم المستقلة ، وهذا مايدفعنا للتساؤل لماذا في الجنوب بالذات ؟؟

 

أعتقد أن الرد على هذا السؤال مناطا بأبناء الجنوب أولا  قبل التحالف ومن يقف خلفه في الإقليم والعالم وقبل  خصومنا لأن أولئك الخصوم  يعرفون الرد ويدركونه جيدا إنما هم يوظفون  ذلك ضد الجنوب وأهداف ثورة أبناءه ،  فأبناء الجنوب الذين تحولوا إلى إذاعات متنقلة لترويج ضرورة الحامل الذي بدونه وصل البعض منهم  إلى قناعة (مشوهة) أن الجنوب لايستحق الاستقلال وبالغ آخرون بأن الجنوب لايستحق أبناءه الحياة طالما فشلوا في إيجاد الحامل هذا  !!

 

وفي تصوري ومن واقع الأحداث على الأرض فإن الجنوب وقضيتة مازالتا بعيدا عن الإهتمام لكل أطراف الصراع في اليمن الداخلية والخارجية ليس لغياب الحامل المزعوم  ولكن لأن التفكير المنطلق من المصالح لكل تلك الأطراف لم يصل بعد  إلى مرحلة تقبل بالجنوب كطرف مستقل يمتلك أوراقا  ويضع نفسه موضع الند لأي طرف من تلك الأطراف لأسباب  عديدة نختصرها في أن أبناء الجنوب لم يمنحوا أنفسهم فرصة البحث عن أول الطريق الصحيح  الذي يضعهم في مصاف أطراف الصراع الأخرى وبالتالي فرض انفسهم وذلك  لانشغالهم بموضوع الحامل السياسي  وتسابقهم للولوج في هذا (الشرط) الذي رمته بعض الأطراف كورقة في مضمار حرب سياسية وحوله أبناء الجنوب إلى هدف يفوق في أهميته هدف التحرر الذي قامت ثورتهم لأجله !!

 

  والسبب الآخر تدافع ثوار الجنوب على (مداخل ) بوابات الأطراف الأخرى تحت مسميات يدرك أصحابها أنها لاتسمن  ولاتغني من جوع فهناك من دخل بوابة الشرعية ومن مازال يقف على اعتابها منتظرا الأذن بالدخول تحت مبرر أن الشرعية  (بجنوبية)رئيسها هي قارب النجاة !!

 

 وهناك من التحق بالحوثي ومن مازال ينتظر الأذن عند بابه رفضا لسياسات التحالف الخاطئة في الجنوب ومن منطلق أن الحوثي أكثر واقعية في التعاطي مع الحق الجنوبي من الشرعية وبقية الأطراف  !!

 

وهناك من التحق بفريق المخلوع صالح ومن مازال ينتظر الأذن عند بابه بحجة أن صالح وولده أحمد يمثلون  مشروع التحالف القادم في اليمن الذي تسعى إليه (دولة الامارات) والتي تعمل من وجهة نظر هذا الفريق وغيره ليلا ونهارا من أجل استقلال الجنوب !!

 

وهناك من اختصر كل الطرق تلك وترك الالتحاق بالفرق الوطنية وفضل الاحتراف من خلال الالتحاق أما بالإمارات أو السعودية مباشرة  ومشاريعهما المتصارعة في وطنه  (الافتراضي ) الجنوب !!

 

كل حركة الالتحاق تلك  بالآخر  والتماهي مع مشاريعه  (سياسيا ووظيفيا) أفقدت الثورة الجنوبية استقلاليتها بل وافقدتها حتى التبعية المستقلة في أدنى صورها  وبالتالي خلقت منها تابع  (مترزق) وليس تابع يملك رؤية ثورية وسياسية وحولتها إلى ( متعهد) لدى أطراف صراع الشمال  !!

 

وأرى المعالجة تنحصر في :-

 

_  إعادة النظر في حركة التدافع الجنوبي أمام بوابات الأطراف الاخرى ومحاولة العودة إلى استقلالية الثورة لانها السلاح الأهم لنا في هذه المرحلة .

 

_  بعد إيجاد وإحياء الاستقلالية الجنوبية إعادة تقييم العلاقات مع التحالف ممثلا بالسعودية والإمارات وربط تلك العلاقة بالمصالح الجنوبية بثوريتها وليس بانتماءاتها الجهوية .

 

_ رفض التعاطي مع أي طرف من أطراف الصراع في اليمن داخليا وخارجيا إلا من خلال فرض خيار التعاطي الندي مع أبناء الجنوب و التعامل مع رموز الجنوب وقياداته من منطلق الشراكة وليس العمالة والتبعية .

 

_ العمل (فعلا) بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي وإنزاله من رف التراشق الداخلي إلى منضدة  العمل الفعلي .

 

_  مطالبة الإقليم والتحالف بتوحيد أساليب ووسائل التعامل بين قوى الشمال والجنوب  طالما والنظرة الينا مازالت ترى أننا نشكل جزء من اليمن السياسي ، أو انتقال هذه النظرة إلى مربع الواقع والتعاطي مع القوى الجنوبية بنفس وسائل وأساليب التعاطي مع المعارضة السورية وغيرها من المعارضات التي تتبناها أطراف ذلك التحالف !!

ليست هناك تعليقات