حول الاوهام العربيه القديمه
حول الاوهام العربيه القديمه
لقد اثبتت القمه العربيه الاقتصاديه المنعقده في بيروت في يناير الجاري 2019 م اننا نحن العرب قد مرينا في فترة الخمسينات والستينات خارج الواقع والحقيقه السياسيه والاجتماعيه التي نعيشها ،
لقد كانت بعض الانظمه العربيه قد قفزت عن الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي وحتى الديني والقبلي الذي كنا ولازلنا نعيشه حتى يومنا هذا ، من خلال الاهداف والشعارات السياسيه التي كانت تسعى اليها والغير ممكنه حينها ،
كانت هناك قيادات تحلم بالاوهام والشعارات التي لم تكن في مستوى الامه ، ولم تكن في مستوانا على مدى المئة العام القادم كما يبدو ،
لقد اثبت واقعنا العربي المحزن اننا غير مؤهلين للقيام بأي نوع من انواع التقارب العربي في كل امور حياتنا السياسيه والاقتصاديه والثقافيع والاجتماعيه العربيه ، وحتى في الجوانب الانسانيه والاجتماعيه لا نستطيع التقارب والاتفاق حولها بالشكل المقبول للاسف ،
نحن شعوب متخلفه جدا من جميع النواحي ، ووضعنا الثقافي والعلمي والسياسي والاجتماعي لا يؤهلنا في الزمن القريب للقيام بأي تقارب او اتفاق او اتحاد سياسي او عسكري او اقصادي عربي ابدا ، ولا يؤهلنا لأي وحدة عربيه من اي نوع كانت ،
اذا حافظنا على حسن الجوار والعلاقات الاعتياديه فيما بيننا بسلام وأمان دون حروب ومشاكل ، هذا يعتبر انجاز كبير للجميع ، واذا استطاعت بعض الدول الحفاظ علي وحدة اراضيها مثل سوريا والعراق واليبيا هذا يعتبر انجاز عظيم ايضا ،
لا يحق لأي مخلوق عربي ان يأتي بعد اليوم ويزايد علينا في ترديد شعارات او اهداف وحدويه عربيه او اسلاميه او يمنيه اطلاقا ، واذا احد نطق بمثل هذه الشعارات سنرد عليه بالرد الذي يستحقه ان شاء الله ، حتى الوحدة العربيه في الاعمال الانسانيه والخيرية في كثير من الاحيان لا تنجح معنا كعرب متخلفين ، الفقر يفتك في الكثير من شعوبنا العربيه ولم نستطع انقاذ بعضنا البعض من زكات المال العام للدول الغنيه مثلا ، رغم سهولة فعل ذلك ،
فأنا اطالب القياده السياسيه في الخمسينات والستينات الاحياء منهم خاصه في مصر وفي الجنوب العربي بالتحديد ان يعتذروا للشعب العربي السوري والشعب في الجنوب العربي على تلك الشطحات السياسيه الغير محسوبه التي اقدمت عليها تلك القيادات حينها ، والتي كلفت الشعبين الكثير من القتلا والجرحى والخسائر الماديه وزرعت الفتن والتوترات والاحقاد بين الشعوب العربيه فيما بينها ، بسبب طيش تلك القيادت الغير مسؤله ،
اذا كان الاتحاد الاربي لم يتوحد حتى اليوم بالرغم من امتلاكهم الامكانات الثقافه والسياسية والتطور العلمي العالي والثقافه والنظام والقامون الذي يتمتعون فيه ، فكيف يتجرى البعض منا نحن العرب الاكثر تخلف في العالم على مثل تلك الخطوات المهمه والخطيرة جدا ،
اذا كانت بريطانيا ترى نفسها خسرانه في وحدتها الاقتصاديه مع اروبا ، فكيف نحن بكل تخلفنا المخيف وفسادنا الكبير وعدم وجود الثقافه والنظام والقانون والقافه ، كيف سمحنا لأنفسنا كقيادة وشعوب متخلفه ان نقدم على مثل تلك الخطوات الخطيرة والطائشه والمتهورة ؟ ونحن من اكثر شوب العالم جهل وتخلف وفوضى ،
انظروا الى تجربتنا في الجنوب العربي كم ضيحينا بسببها من خيرة رجالنا بسبب تلك الشطحات الكذابه لبعض الساسه الغير واعيين ، قدمنا القوافل من الشهداء ولازلنا ندفع ثمن تلك الخطوات الجاهله والمتهوره حتى اللحظه ،
مره اخرى اطالب القيادة الجنوبيه والعربيه ككل في المستقبل ان تتنبه وتكف عن اي تهور او اي خطوات سياسيه او شعارات كاذبه ومغرورة من هذا النوع ،
يجب على شعوبنا العربيه ان تعلم انها اذا استطاعت ان تحافظ على علاقات التعاون فيما بينها في الجوانب الانسانيه والخيرية ونجحت في ذلك مجتمعه ، فهذا يعتبر تقدم كبير وممتاز في العلاقات العربيه العربيه ان شاء الله ،
لا يحق لنا كعرب مجرد التفكير في مثل هذه الخطوات السياسيه التي لا تتناسب مع وضعنا العربي المتخلف اطلاقا ،
وارجو من الله ومن الخيرين في الجوار والعالم ان يساعدوننا في الجنوب العربي لنتخلص من محنتنا التي وقعنا فيها عام 90 م ، وان تتوقف الحروب التي نخوضها لكي نحصل على حقنا ووطننا ودولتنا ان شاء الله ، واتمنى للشعوب العربيه التي تتقاتل فيما بينها ان يسودها الأمن والامان والاستقرار ان شاء الله ، النصر للجنوب بعون الله ،
طه المالكي .
التعليقات على الموضوع