الإنتقالي في ضيافة المكلاوي
الإنتقالي في ضيافة المكلاوي
يوم الخميس الموافق 14فبراير 2019 سار بنا باص من نوع Noah على فترة زمنية عشر ساعات من عدن إلى فندق رماده في خلف / المكلا.. وعلى مدى أربع لياليٍ رائعة قضيناها في المكلا عروسة البحر العربي . مدينة ساحرة مسالمة وجدناها تنعم بهدوء مسالم والإستقرار الحالم والنظام الدائم فلا مظاهر مسلحة منتشرة هنا وهناك ولا إزدحمات مفتعلة .. ولاحظنا حتى أجرة المواصلات أرخص ...لم نسمع إطلاق للرصاص خلال وجودنا هناك بجانب جامع عمر أو الشحر وغيل باوزير والشرج وفوه والديس وغيرها من المناطق.. حتى أسلوب المطبات غير منتشر هناك .. ولا نجد عشوائيات وسطو على الشوارع والجبال والأزقة والأماكن العامة .
على حافة خور المكلا يتجمع الناس عصراً ويزدحم الخور وكذلك كورنيش العمودي والمحضار إلى ساعات متأخرة من الليل ..
أجواء رائعة منعشة وحضارية راقية افتقدناها من زمان.. تشعر وأنت في المكلا بأنك في مدينة جنوبية حقيقية بدأت تتشكل وتتخلص من آثار حكم صنعاء القبلي وتسلط القاعدة التابع لأطرافه المتناحرة.
سمعنا من المواطنين هنالك قصصا عجيبة وغريبة عن حكم القاعدة للمدينة لمدة عام كامل حيث أدخلوا المدينة في رعب وألبسوها وشاحاً حزيناً ولكن إنتفاضة شباب حضرموت وسواعدهم القوية حرروا المدينة وتخلصوا من ذلك الكابوس بفضل الله تعالى وببسالة أبناء حضرموت وإخوانهم من أبناء الجنوب في النخبة الحضرمية التى أنشأها التحالف العربي .
تكاد المكلا تخلو من القات ولم نر تجمعاً وازدحاماً بسببه في إي شارع من شوارعها لا في الظهيرة ولا في المساء .. لقد خصصت المحافظة مكاناً بعيداً عن المدينة بعشرات الكيلو مترات لبيع القات الرداعي الردئ وسعره غالي جداً الله يهديه؛ ولكنني راضي بل أثني على هذه الخطوة المسؤولة التي تشجع أولاً على ترك القات،وثانياً تخلص المدينة من المشاكل التي تسببها أسواقه المتخلفة المزدحمة .. ولم أرى ظاهرة شريحة شبابية مراهقة حفاة بلطجية يقومون بمضايقة النساء والتحرش بهن .. فعلاً المكلا مدينة رائعة.
في اليوم الأول حضرنا في الجلسة الإفتتاحية للدورة الإعتيادية الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي وقد كانت جلسة تاريخية بالنسبة إلى المدينة التي عقدت فيها الدورة.. وإلى المرحلة المهمة التي تمر بها قضيتنا الجنوبية بقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي .
في المكلا تجد حباً لعدن خاصة وللجنوب كلها .. وتقرأ الفرحة والرضى في وجوه المكلاويه بوجود قيادات المجلس الإنتقالي وكوادره هناك.. كان الناس يعرفوننا بشكل تلقائي فيحيوننا بإبتسامة رقيقة تشعرنا بالأمان .. وكانت أعلام الجنوب تزين سواري ومباني المدينة الجميلة .
وفي يوم الأحد عصراً الموافق 17/ فبراير / 2019م
كنا على موعد مع مؤتمر تأسيس وإشهار إتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع حضرموت الذي أنعقد في مقر الفرع في المكلا لقد شاركنا زملاءنا الأحبة هناك في حضور مؤتمرهم إذ جاءوا من مختلف مديريات حضرموت ساحلاً ووادياً وصحراءً ليصنعوا هذا المجد الثقافي والأدبي الجنوبي المتمّيز .
تحية حب وإحترام وتقدير لحضرموت عامةً عمق الجنوب التاريخي والثقافي والفني وللمكلا خاصة أحلى قبلة وداع على أمل اللقاء.
د.جواد مكاوي
التعليقات على الموضوع