كساد الأفراح ورواج الأحزان
كساد الأفراح ورواج الأحزان
منصور الصبيحي 6-2-2019
سنوات من الحرب الضاهرة للعيان لم تكن الا وليدة لسنوات من الحرب الخفية يقودها نظام مصاصي دماء الشعب ولم تكن وليدة صدفة بل كانت أمر متوقعَ أن ضريبة الحرية والخلاص سيكون فادح يومآ ما سيبلغ مداهُ لكل اسرة وقرية ومدينة وشارع ومن لم تلمسهُ نارها مسهُ دخانها فما يسود حاضرا خير شاهدآ من رواجٍ للأحزان وكسادً للأفراح فلا يكاد يمضي يومآ ويومين الا ويزف الينا نعي من هنا ونعي من هناك ومصيبة من هنا ومصيبة من هناك قد راجت الجروح والمصايب بحجم الكارثة وبحجم عدل القضية وبحجم الحرب الضاهرة والخفية فأن تكون في عيدآ فنزهتك المستشفى لزيارة مصاب أيامك غير أيامهُ ذهب بالأنس وعاد بالوحشة وقد يأتي يومآ من ياتي اليك متنزها لو سمح الله إن طالت الحربَ وان تكون في عرس احيانآ يتلازم الاثنين عرس وعزاء جنبآ إلى جنب في قرية او حارة فمنهن من تطلق الزغاريد ومنهن تشتد بالنحيب
فإن ترقص ترقص على وقع الألم وأن تبتسم فقلبآ يعصرهُ الأسى ذلك المشهد الذي لا يزال قائمآ إلى يومنا يحضرني منهُ من أحدى المستشفيات لشاب في مقتبل العمر تعرض للأصابة جراء لغم وقد اقر الأطباء بقطع ساقيه بع أن تأكد لهم من عدم تماثلها لشفاء وما أن زف اليه الخبر نزل عليه كالصاعقه وفي اليوم التالي قال لمرافقيهُ اخرجوني لنقهِ اشم النسيم لدقائق معدودة خارج المستشفى كان قد جهز مجموع من المضادات الحيوية يخفيها تحت قميصهُ لعلهُ يريد أن يضع حدآ لحياتهِ بعد أن يرى السماء والرحاب لأخر مرة ولا يستطيع أن يواجه الحقيقة المؤلمة عليهِ ولم يصتصيغ موقفها ََ وحين اكتشاف امره وسؤل وهو يبكي ويقول انا انتهيت انا انتهيت انا انتهيت لا أريد أن ارى نفسي ناقصآ لا أريد أن ارى أصدقائي يلعبون الكرة وانا لا أستطيع العبَ لا أريد أن ارى امي تحدق في عيني فتلج عينها بالدموع حسرة وندامة لا أريد لا أريد لا أريد كلمات تبكي الشجر والحجر قبل الإنسان وضل يبكي ويبكي حتى فقد الوعيَ إلى هنا هل عرفت عزيزي القارئ لم راجت الأحزان وكسدت الأفراح فما قدر لنا أن نتهي يوما أنتهينا لكن يوم عانق نصر الطغاة غيهم وأستفحل الوجع في عمق أعماقنا يوم أن تفننو بموتنا البطئ لم ننتهي اليوم ولم تقطع ساقيك اليوم ياولدي فقد قطعت ساقيك من يوم وطأت جنازير الغزاة أرض وستباحت مقدرات شعب ولم تقطف زهرت ربيعك ولم تسال دماكَ وتنزف دموع امك الآن بل بالأمس حين لم يحسب الطغاة حساب يومهم ويومنا وحساب ربهِم
التعليقات على الموضوع