(( ياميسري ياشلّال .. تفاقمت حالات السّطو !! ))
١// عندما يزيدُ معدّل الجريمة فجاةً في مجتمعٍ ما ، فهذا يعني أنّ ثمّة طارئٍ مجتمعيٍ أو إقتصاديٍ أو .. أو .. قد شَابَ هذا المجتمع ، أو أنّ هناك حالة إنفلاتٍ أمني لسببٍ ما ، أو أنّ كلٌ هذه العوامل مجتمعة قد تداخلت مع بعضها وأفضت الى هذه الزيادة في معدل الجريمة بدون شكٍ ..
٢// اليوم ، في وسائل التواصل ، أو في وسائل النقل وفي الشارع ، وفي كل مكانٍ تقرأ وتسمعُ عن تفاقمِ وضراوة حالاتِ السّطو ، وهي تطالُ غالباً النسوة والعجزة والأطفال ، وحتى النشل خلسةً من الكبار الأشداء ! وهذا لافتٌ جداً ، إذ لم تكن أحوالنا هكذا قبلاً مطلقاً ، ولكن مع تفاقم حالات النزوح الى عدن بشكلٍ غير مسبوق تفاقمت هذه الظّواهر بشكلٍ ملحوظ ، وهذا يُخل بتركيبة ونسيج مجتمعنا ويدخلهُ الدائرة الجهنمية .
٣// تدخلُ حوادث السطو ضمن إختصاص الجانب الأمني ، ومع الأسف تعاني مراكز الشرطة من إختلالٍ جليٍ في تركيبتها وقوامها وتسليحها و .. و .. ، وهذا من صُلبِ مسئوولياتكم كمعنيين بإدارة هذا الجانب الحيوي ، والطّريف أنّ هناك ضباطاً للبحث والتّحري لايحوزون على أبسطِ مؤهلات وخبرات شغْلِ هذا الموقع - هذا مجرّد نموذجٍ وحسب - وهناكَ الجانبُ القيمي والأخلاقي المفقود في بعض العناصر ويمكن القيادات في المركز الشرطوية ، وهذه مسألةٌ كارثية في تحمٌلِ مهام الأمن ولاشك .
٤// كما هو معروفٌ بداهةً أنّ العمل الأمني في جوهرهِ هو منظومة مترابطة الحلقات مع بعضها ، بدءاً من مركز الشرطة بأقسامها الى عقّال الحارات الى المواطن العادي .. وفي عدنٍ اليوم ، وفي ظل موجة النزوح المكثّف ، فإنّ الأمر يستدعي الرّصدِ الدّقيق لكل حالات النزوح وعبر الأحياء السكنية ، وهذا ضروريٌ ، لأنّه عبرَ ذلك يمكن تطبيق نطاق الرّصد الأمني للكل في نطاقِ مراكز الشرطة ودوائر إختصاصها ، وهذا الجانب مفقودٌ اليوم وبشكلٍ مطلق ، وهي معضلة أمنية حيوية ولاشك ..
٥// إنّ تفاقم دائرة الإختلال الأمني ونسقه في مجتمعٍ ما كفيلٌ بخلقِ خلخلةٍ جوهريةٍ في بُنَى وتركيبة هذا المجتمع ونمطَ حياتهِ ، ومجتمعنا ينحدرُ يوماً عن يوم نحو مجاهل السؤِ والسلبية مع كلٌ طلعة نهار وفي كل مجالات الحياة ، وهذه مسئوولية جسيمة بذاتها ، فأنتم - معالي الميسري والأستاذ شلّال - لم تقويا حتى اليوم على ضبطِ الدّراجات النّارية أو حيازة وإستخدام السلاح عشوائياً !! وهذين الأمرين ضررهما سلبيٌ وبالغٌ جداً على مجتمعنا ، وأثقُ أنّكما تعيانِ هذا جيداً ..
٦// أخوتي - صاحب المعالي الميسري والأستاذ اللواء شلّال - مهمة تحقيق الأمن في نطاقٍ ما هو مهمة جسيمة ولها أثرها البالغ على أي مجتمع كان ، وفي الوقت عينهِ نتَفهّمُ جيداً الظروف الموضوعية للبلاد ، كما ونُقدرُ كثيراً جهودكما الكبيرة في هذا المجال .. مع ذلك إبدأوا بإعادة هيكلة مراكز الشرطة وتنقيتها وتنظيفها من غير المؤهلين أو غير اللائقين مِهنياً وأخلاقياً ، وهذا أساس وصُلب الأداء الأمني ، إذ ليس كلٌ مقاومٍ مؤهلاً للعمل في المجال الأمني ..
٧// بعد ذلك ابحثوا في التّسليح الجيد لمراكز الشرطة وضبّاط البحث والتّحري في الأسواق العامة والأحياء وتكثيف وجودهم ، ومثله في تكثيف وجود المرشدين الأمنيين في الأحياء والأسواق العامة ، وقبله أبحثوا في تعزيز التنسيق وتقويته بين مفاعيل العملية الأمنية - النجده ، شرطة السير ، الأمن العام .. الخ - ولانغفلُ بهذا الصّدد الإستفادة المُثلى من خبرات قدامىَ الشرطيين المتقاعدين والجالسين في بيوتهم ، فهؤلاء كنزٌ ثمينٍ للأمن بما لديهم من خبراتٍ ومعلومات وتقنيات أداء ..
ندعوا الله أن تستجيبوا وتتفاعلوا مع ماتناولناهُ هنا حرصاً على مجتمعنا من المزيد من الإنهيار والتّدهور ، والله من وراء القصد ..
كتبه / علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .




التعليقات على الموضوع