شبكه صوت الجنوب

ads header

حضرموت …ومسرحية ( الكلاب الضالة ). أكرم باشكيل


حضرموت …ومسرحية ( الكلاب الضالة ).    أكرم باشكيل 



لم يعد بخاف على أحد إن مشروع الدولة المدنية تمثله حضرموت بعد تعافيها من مأساتها منذ تحريرها من أذرع نظام صنعاء الاحتلالي ( الجاهلي )المتخلف بواسطة قوتها العسكرية اليافعة التي أطلق عليها ( النخبة الحضرمبة ) حيث مثلت صمام أمانها الأمني في تعافيها ممالحق بها من تدمير ممنهج لجهازها الإداري ومكوناتها المدنية .

ولقد بدأت تخطو خطواتها المتعثرة في اتجاه البناء في كل مفاصل السلطة الإدارية والعسكرية رغم كل المعوقات والعراقيل التي يضعها لها ماتبقى من أذرع سلطة الاحتلال في مكونات مايسمى ب ( سلطة الشرعية ) واستمرت تخلق لها سبل الإعاقة في مشروعها التنموي المدني لاستتباب الحياة وتطبيعها خاصة في الشريط الساحلي التي بسطت قوات النخبة الحضرمبة سيطرتها عليه مما خلق حالة الاستقرار والتعافي التدريجي الأمني والإداري فيها وبدأت معه تعود ملامح تشكلات الدولة المدنية .

لكننا لاحظنا في موازاة ذلك بقيت مؤشرات هذا النمو في تشكلات الدولة المدنية في الوادي والصحراء يتقدم ببطء بسبب أن العراقيل التي يضعها نظام الاحتلال اليمني من خلال ماتركه من قوة عسكرية همجية فيما عرفت بقوات ( المنطقة العسكرية الاولى ) حيث جل قواتها إن لم نقل كلها من خارج حضرموت وتدار من منطقة ( مأرب )التي يتواجد بها منظومة الاحتلال .

ومنها تتم إدارة الإعاقة لاستمرار العمل المدني ومحاولة هدم ماتبقى من إرثه القديم وخاصة القيمي منه وقد ذهب الى ذلك في ضرب سياجها الأمني من حلال سلسلة الإغتيالات التي شهدها الوادي بكل جغرافيته المتحكمة هذه السلطات العسكرية فيه

إن هذه المسرحية التراجيدية التي يمثلها (كلاب) النظام في الرقعة من واديها الخصيب تهدف في الأساس لعرقلة تقدم المشروع المدني لإعادة الحياة وتطبيعها على كل ربوع حضرموت وارهاق قيادته الحضرمية نحو التقدم بعد فشل حرب الخدماات على اعتبار أن الأزمة والصراع في اليمن في الأساس هو صراع بناء الدولة المدنية منذ مابعد دولة الإمامة عندهم لذلك فلاغرابة أن تنتشر هذه (الكلاب الضالة ) للإمعان في القتل وخلق الفوضى بعدم الاستقرار الأمني ونزع ثقة المواطن في قيادته وإرسال رسائل خارجية على عدم جاهزية حضرموت كنموذج من الجنوب في تكوين دولة قادرة على آدارة شئونها .

إن هذه المسرحية السمجة لم تعد تنطلي على أحد داخليا وخارجيا وليست لها سوق رائجة في ظل وعي اللاعب الاقليمي والدولي وتقلبات المزاج العام المحلي وماينبغي إدراكه هنا في حضرموت هو الاعتماد على سقف الوعي الوطني وتحصيناته عنده والالتفاف حول قيادته والتمسك بمشروعه المدني في بناء الدولة الفيدرالية الجنوبية القادمة .

ليست هناك تعليقات