استقلال الجنوب قادم مهما بلغت التحديات
استقلال الجنوب قادم مهما بلغت التحديات
طيلة واحد وعشرون عاماً منذ احتلال الجنوب عام ١٩٩٤م يتجرع الجنوبيون مرارة العيش، انتفض شعب الجنوب وحسم أمره بأن لا عزة ولا كرامة الا باستعادة دولته كاملة السيادة وعاصمتها الأبدية عدن، الثورة الجنوبية التي اندلعت لم تكن لتحقيق استحقاقات او مكاسب حقوقية او مصالح لهذا او ذاك بل ثورة تحررية تصاعدت وتتصاعد بفعل إرادة شعبية قوية وصلبة، قدم الجنوبيون خلال مراحل النضال السلمي والمعارك الأخيرة ولا يزال يقدم تضحيات جسيمة ارتوت أرض الجنوب خلالها بدماء الشهداء والجرحى بالاضافة الى المعاناة الكبيرة، كل هذه التضحيات كانت في سبيل تحقيق الهدف النبيل المتمثل باستقلال الجنوب الذي لا يزال هو الهدف الذي يؤمن به جميع الجنوبيين.
خلال مراحل النضال السلمي وكذلك ايام الحرب الأخيرة وحتى يومنا هذا تسعى بعض القوى في الداخل والخارج إلى حرف مسار الثورة الجنوبية نحو تحقيق تسويات ما لا ترتقي الى حجم التضحيات ولا الى تطلعات شعب الجنوب من خلال تبني مشاريع منتقصة وحلول ترقيعية تحت شعارات متعددة تتغلف بمسميات جنوبية وتحمل السم القاتل للهدف الجنوبي النبيل.
لكن هكذا مؤامرات او تسويات او غيرها لم ولن يكتب لها الاستمرار والنجاح طالما وهنا في الجنوب شعب عظيم يؤمن جيداً بأن لا عزة ولا كرامة ولا مستقبل الا باستقلال الجنوب.
صحيح قد يستطيع المحتل والجهات المتعاطفة معه خداع عامة الناس من خلال ضخ الشائعات والفبركات الإعلامية لكنها ستنهار في اقرب منعطف بمجرد ظهور ملامحها الحقيقية.
وحدة الصف الجنوبي صحيح هي أساس تحقيق الانتصار الحقيقي لقضية الجنوب متى ما جاء بناء هذا التوحد على أسس ومبادىء ثورة الجنوب التحررية وبوضوح دونما محاولات يراد منها فقط الاستحواذ على مقاعد التمثيل للقضية والسير بها نحو تسويات خارج الهدف الثوري الحقيقي.
ليس من المهم شخص من يحوز التمثيل اذا ما وجدت أسس ومبادىء واضحة تحدد المساحة التي يجوز التحرك والتعاطي من خلالها بما يخدم قضية الجنوب على ان يتفق عليها الجنوبيين مسبقاً.
ومن الأهمية على الجنوبيين تقع مسئولية التعاطي بكل حرص مع أي أطروحات جديدة تصب في مضمار لم شملهم وبلورة نضالهم وصوتهم في اختيار من سيمنحونهم حق تمثيل قضية الجنوب، وعلى الجميع التعاطي بواقعية مع من هم المشمولين بالطرح والتفاعل والجهات التي تتعاطى مع اي أطروحات، فهناك يبقى الواقع يشير نحو اما من يحملون على عاتقهم مسئولية الثورة التحررية او من يحظرون الحالة الوقتية ليتعاطون مع هكذا امور وفق مصالحهم وتوجهاتهم البعيدة عن الإرادة الثورية التحررية فيصنعون هالة من الضجيج ليس الا حتى يوهمون الآخرين بمدى امتداد رقعة تواجدهم على الخارطة الجنوبية في حين انهم لا وجود لهم في ايٍ من زوايا الخارطة الثورية التي تشكلت من دماء الأحرار في وقت كانوا فيه يشكلون أعمدة وقواعد الاحتلال اليمني داخل الجنوب.
نعم الجنوب لكل الجنوبيين دون استثناء، لكن ليس من ثمة مجال لمن يريد توجيه بوصلة الثورة في غير طريقها الصحيح، فهناك ثورة جنوبية تحررية علينا الاعتراف بأنها من تحوز أحقية التمثيل لقضية الجنوب والقائمون عليها هم من سيتحملون مسئولية التخاذل عنها او ضياعها.
عندها وفي حال تم تحقيق استقلال الجنوب يصبح الجنوب حقٌ لجميع ابنائه دون استثناء ويحق للجميع تبني برامج سياسية لهم والمواطن الجنوبي هو صاحب الحق في اختيار البرنامج الذي يراه في مصلحته.
رائد الجحافي
التعليقات على الموضوع