شبكه صوت الجنوب

ads header

المخدرات سلاح يقتل ويدمَّر المجتمع بصمت

شبكه صوت الجنوب 


        يكتبها أبو مشتاق


حين  تقرأ  في  مقاصد 

الشريعة الإسلامية ، تجد

أنَّ ديننا الاسلامي دين

عدل ونظام ومساوة ، لأنه

ينادي بحرية وكرامة النفس

البشرية ، بل أنزل الله كل

شرائعة السماوية من أجل

حفظ  هذه النفس وكرامتها 

ووضع  لها  الكليات الخمس

كضوابط ، تحفض بقائها عزيزة

مصانة في الحياة ، دون غيرها

من سائر المخلوقات الأخرى 

ولأن العقل هو الشيء الوحيد

الذي يميز الإنسان عن بقية

الحيوانات ، فقد وضع الله

التكليف والحساب لمن 

يملك هذا الميزان الإنساني

ولكنه سبحانه ، رفع كل

تكليف وحساب لمن يفقد

هذا العقل ، بل يسلبه قدره

وقيمته ،  في المجتمع ..

ومن الكليات الخمس التي

تحفظ الفرد والمجتمع نجد

كلية العقل ،  فبقاءهُ بقاء 

الإنسان ، وذهابه ذهاب قيمة

وقدر الإنسان ..

فالمجنون حينما يذهب عقله

ينتهي قدره ، وقيمته في

المجتمع ، بل وتتقيد حريته

وتصرفه ، فلا يسمح له التصرف

بالكثير من الأمور ..


ولأنَّ من الكليات الخمس

العقل ، فقد حرم الله كل 

ما يذهب العقل من المسكرات 

 كالخمر وما له صلة على زوال

العقل ، بل ذهب البعض إلى 

أنَّ الخمر  أعظم من الزنا

والسرقة ، بل والقتل أحيانا .

فمن يزني يرتكب ذنب  ومن

يسرق يرتكب ذنب واحد فقط  وووو.

لكن من يشرب الخمر قد يقتل

ويسرق ، ويسوي كل جريمة

لأنه فاقد الوعي ذاهب العقل .


ومن هذا المنطلق ، بالذات 

نرى أنَّ كل المخدرات التي

تذهب العقل ، تصبح بمقاس

الخمر ، بل هناك من المخدرات

ما نجد ضررها يفوق الخمر

ألف مرة ، وقد تؤدي إلى الهلاك

لتدخل تحت قول الله سبحانه

( ولا تلقوا بإنفسكم إلى التهلكة ) .

وهنا نود القول ، بأننا نسمع و

نجد من الأمور العظيمة 

التي يرتكبها كثير ممن

يتعاطى 

المخدرات ..

فكم دمَّرت هذهِ المخدرات 

اُناس ، وكم أفسدت شباب .

وهنا أخي الحبيب لا تستغرب

اليوم  حينما تجد الكثير من

الشباب في عمر الزهور 

شاحب الوجه ، سارح

العقل ، عديم الأخلاق لا

يعي  ما  يقول  ، وبذات 

في زمن كهذا  ،  الذي أصبح

فيه الكثير من الخارجين

على القانون  ،  يحملون 

هذه الصفات ..

نعم المخدرات ، سلاحٌ مدمّر 

وهدَّام للمجتمع ،  في كل

شرائحه ، لكنها ، تنتشر

كثيرا في أوساط الفتيان

حديثي السن ، والشباب 

بالذات ..

وكم نسمع في كل وقت وآن

عن عشرات من الجرائم

العظام ، ابتداء بالسرقة

وانتهاء بالقتل والإغتصاب

وكل هذهِ المشاكل سببها

الرئيسي  ، هي المخدرات ، بكل

انواعها ، الذي أصبح يتساهل بها الكثير من أبناء 

المجتمع اليوم ، بل أنَّ هناك

العشرات بل المئات من حوادث

وجرائم القتل ، والسرقة، والإغتصاب

كان سببها تعاطي هذه المخدرات ..

وفي سطوري هنا ، أوجه نصيحتي

لمن يحمل في قلبه مثقال 

ذرة ، من مسؤلية ، وضمير تجاه

أبناءه ، وأهله ،وأمته ، بأن  يجعل

هذه الرسالة ، هدف أسمى 

لينشرها بين أبناء  مجتمعه ..

نصيحة ،نقول فيها للأب الرحيم ،

أنه مسؤول عن من يعول من

الأبناء والأخوان ، يحتم عليه

الأمر متابعتهم في حلهم وترحالهم

مع من يذهبون ، وأين يروحون 

فالصاحب ساحب ..

يا شباب الأمة وجيلها الفتي

ياعماد مستقبلها ، الله الله من

المخدرات فكم دمَّرت من شباب

وكم أفسدت من مجتمعات ..


المخدرات اليوم أصبحت السلاح 

الفتاك للمجتمعات ، فكم من

مدمن لها ، أصبح عاق لوالديه

وكم من متعاطي لها ارتكب

جرائم سرقة واغتصاب وقتل 

وكم هي أضرارها عظيمة وكبيرة،

ابتداء  بهدم الأخلاق ، والتشرد

والضياع ، وانتهى بالجرائم 

الكبرى ..

فالمخدرات ، لها أضرار كثيرة

منها الأضرار  الأخلاقية والمادية

والنفسية ، والجسمية والاجتماعية ...

فكم شاب قضى نحبه وهو

في مقتبل عمره ، من كثرة

شربها وادمانها ، وكم من زوج

طلَّق زوجته ، وحرم الأبناء

حنان أمهم ، بسب لحظة سكر

ولذة ، مخدِّر ، وكم من مريض

يقاسي ألآم ، وأوجاع المرض 

حينما ، تعرض لزيادة جرعة

تخدير ، او اسرف في تناولها 

وكم قطيعة وشجار وعراك

حصل بين زملاء وأصدقاء

كانوا لا يفترقون ، لكن لحظة

سكر  جعلتهم يقولون ويعملون

أمور لا يشعرون بها ..

وكم هناك من شباب مخلقين ومؤدبين تغيرت أخلاقهم 

بسسب هذه الحبوب الفتّـاكة ..

فالله الله في أنفسكم وأهلكم 

من هذه الافآت الفتَّاكة والقاتله ... 


بقلم عمر القيفي 

٢٠ مارس ٢٠١٩

ليست هناك تعليقات