حضرموت ... رفعت الجلسة :
في كل مامر بحضرموت من أحداث سياسية عاصفة خلال نصف قرن مضى ونيف نجد في القراءة المتأنية لتعاملها مع الأحداث والملمات الواقعة بها تذهب إلى التعامل المخملي وإرسال الانذارات والإشارات الخفية والقوية لتجنب الصدام الدامي مع الخصوم لأن ثقافة الصراع والمواجهة ليست ديدنها وغير وارد ضمن أجندتها إلا إذا طفح الكيل وبلغ السيل الزبى عندها تتغير طرائقها في التعامل وهذا منهجها والتاريخ شاهد على ذلك .
حاول الخصوم خلال الأسبوع المنصرم أن يختبروا حقيقة الحضارمة من خلال وضعهم في زاوية حرجة ودون مقدمات برمي صراعهم ببطن واديها الوديع الذي يعرف سكانه السلام والمحبة والدان و(حنات الملاعق والفناجين ) كما لايعرف خصومه شكيمة وقوة رجاله وشبابه القادرين على ردع المعتدي بحسم وقوة لاتلين .
إن حساب البعض نقل صراعهم إلى المنطقة الرخوة كما يظنون أو يتوهمون كان خاطئا ومن أوعز لهم بذلك الأمر كان خبيثا إلى أقصى درجاته ومادار في رحى المدينة الجميلة سيئون من معركة شرسة وناعمة كان درسا بليغا لكل أطراف الصراع الذين حولوها إلى معركة المربعات والزموا الوافد مكانه بشل حركته وفرض أمر واقع عليه وصل حد تأخير ثم تعطيل جزء منه ومن ثم تقليصه إلى أدنى مستوى له زمنيا .
كل تلك الأمور بدت مع تغطية أمنية وعسكرية لذلك العجز من خلال فقاعات الطائرات ونشاط منظومة الباتريوت التي كانت تضخ إعلاميا مع فشل ذريع في التغطية ومتابعة مناشطها بكل هزالة وعدم إعطاء أهمية لها مع شدة افتعال معارك جانبية مع خصومها ومنع زحفهم لمؤازرة أبناء الوادي في مايتعرضون له من قوة فرض أمر واقع على عقد (جلستهم اليتيمة ) الباعثة على الرثاء لأجساد الموتى .
كانت الحنكة الحضرمية في أوجها في التعامل مع الأمر بغض النظر اتفقنا أو اختلفنا مع تدابير إجراءاتها الإدارية والأمنية حيث وضعت نصب عينيها إن حضرموت قيادة وشعبا موحدة وفرضت أجندتها نحو تثبيت ذلك في إدارة شئونها بعكس ماكان يخطط لها الخصوم وجنبت حضرموت أرضا وإنسانا منزلقا كانت ذاهبة فيه إلى مربع الفوضى وأجندته جاهزة من الخصوم ففوتت فرصة ربما هي ذهبية وأخيرة عليهم في خلط الأوراق .
لقد شكلت حضرموت والجنوب ثنائية جد مهمة في لعب تبادل الأدوار وللمرة الأولى كانت الحنكة السياسية هي المهيمنة على إدارة الأمور الذي أربكت الخصم وبددت مخططه سبيلا إلى السيطرة على هذا الجزء المهم من جنوبنا الحبيب تحت ذريعة عقد مايسمى ب ( مجلس النواب) وهي ذريعة واهية .
الحقيقة البينة لم يهتم النظام ب (شرعية الانعقاد ) وفق دستورهم ولوائحهم المنتهية صلاحيتها فقد (رفعت الجلسة) دون الجديد بمستوى ماروج له وبقيت كما هي حضرموت رافعة الرأس وأبدت رسالتها الواضحة في رفض ماحدث على أرضها جملة وتفصيلا رغم كل وسائل القمع والتنكيل وقد عادوا منها غرباء كما أتوها صاغرين مذعورين يخفي حنين و ( انتهت الحكاية) وعلى الجميع إقليميا ودوليا إدراك انها ستظل حضرموت جنوبية تحمل المشروع السياسي الجنوبي الوطني للدولة الفيدرالية الجنوبية القادمة وبها انتهى الأمر و(رفعت الجلسة ) .
أكرم باشكيل
17/ابريل2019م
التعليقات على الموضوع