شبكه صوت الجنوب

ads header

*خلافات الكبار تعبث بأمن وادي حضرموت*

شبكه صوت الجنوب



✍🏻أحمد عبد الرحمن باوزير



اقتسم التحالف حضرموت فالساحل للإمارات والوادي للسعودية وكلاهما عينه على تثبيت أدواته الخاصة للسيطرة والتحكم .. حضرموت تعني الثروة السمكية والنفطية والزراعية وعلى كل طرف ابتكار آلية ونظام تحكم لضمان التحكم والسيطرة.


تقاسم النفوذ والثروة يعد أحد أسباب الخلاف بين الشركاء في أي عمل . . الإمارات تريد استكمال وضع اليد على منابع النفط وتشكيل نفوذ كامل يجعل من المستحيل على السعودية الاستغناء عنها.


السعودية تريد تأمين حدودها المحاذية لصحراء حضرموت وبها المنفذ البري الآمن الوحيد بين البلدين وتعتقد أن أمنها القومي يضطرها لعدم تسليم وادي حضرموت لأي دولة أخرى.


وغير خافي سباق النفوذ بين ،الدولتين وكل منهما تمني نفسها بإقناع الغرب بأنها الشريك الأقوى والاقدر على إدارة ملفات الشرق الأوسط والمنطقة العربية خصوصا .


وهنا تكمن مصيبة وادي حضرموت فالامارات استولت على الميراث الأمني لعفاش واستضافت أحمد علي عفاش وعمار وبقية العائلة المسيطرة سابقا على جهاز الأمن القومي ومعظم ألاعيب عفاش وملفاته بيدها واستفادت من ذلك بالاستفادة من وحدات الاغتيالات و وحدات تسيير القاعدة وحركت القاعدة نحو المكلا وحدث سقوط درامي للمكلا خلال ساعات وقام وحدات الحرس الجمهوري والأمن المركزي بتغيير الزي وأصبحوا قاعدة !! جاءت الخطوة الثانية من خلال استعطاف الحضارم باسم تشكيل قوات النخبة وهي قوات لم تخضع لمعايير قوات النخبة في أي جيش في العالم ولم تتجاوز فترة التدريب في أحسن الأحوال عاما واحدا !! يعني ولا حتى تدريب قوات الاحتياط والخدمة العسكرية !! وتم تجريد هذه القوات من السلاح الثقيل والنوعي أشبه بأدوات لاستخدام محدود جدا وفجأة تحررت المكلا كما سقطت ولم تحدث أي مواجهات حقيقية سوى اشتباك بمنطقة العيون ! وبذلك سيطرت الإمارات واحتلت المكلا تحت مسمى التحرير .

السعودية أوعزت للإمارات أن تباشر ألاعيبها فقط في الساحل !! وقد ضغطت الإمارات إعلاميا وكونت رأيا عاما ضاغطا على السعودية بحجة أنها حررت المكلا وكونت جيش النخبة ... فماذا قدمتم أيها السعوديون ؟؟ مما اضطر بعض الضباط السعوديين للتصريح أحيانا بأن الإمارات نفذت لعبة قذرة في الساحل وإن القاعدة انسحبت باتصال وأننا مطلعين على حقيقة ما قدمته الإمارات !!


الإمارات بحكم سيطرتها على الملف الأمني اليمني بحكم استضافتها لعائلة عفاش استطاعت خلخلة الأجهزة الأمنية في الوادي من خلال عملية تشليح واستقطاب لبعض القيادات الأمنية واغراؤهم برواتب أعلى بشرط الانتقال للعمل في الساحل !! ولاشك هذا جزء من خلخلة الأجهزة الأمنية وتفضيل بعضها في الرواتب على بعض فالافراد الذين بقي ارتباطهم بالوادي يشعرون بالإحباط لقلة رواتبهم قياسا بزملائهم العاملين مع الإمارات !!

والأخطر من هذا خلخلت الثقة والتنسيق بين الأجهزة الأمنية حتى لا يأمن بعضهم البعض وقامت الإمارات بتجاوزات والعمل مع خلايا داخل المؤسسة الأمنية دون الالتزام بالسلم الإداري فلم يعد تثق كل وحدة أمنية بغيرها ولم تعد هناك وحدة لمصدر القرار وانتشر الرعب بين القيادات الأمنية حتى فضلوا التوقف عن القيام بأعمالهم لأنهم يشاهدون عمليات أمنية ويتم التتفيذ دون علم القيادة المعلنة لهذا الجهاز أو ذاك فأصيبت الأجهزة الأمنية بالشلل.

لكن اللغز الأصعب وربما هو مبرر شكلي ، أجهزة الأمن في قيادة الوادي وفي المديريات تشكو من قلة الإمكانات وقلة الأفراد أحيانا وضعف الميزانيات وأحيانا انعدامها ولكن هذه الأجهزة نفسها وبنفس تجهيزاتها كانت تضبط أمن الوادي !! هذا المبرر فيه حق وباطل. ويبدو أن المشكلة الحقيقية هي ما تقدم ذكره.


تحركت السعودية ببطئ وأنشات قوة حماية من أبناء الوادي تضاهي قوات النخبة التابعة للإمارات ! ولكن ليست بنفس العدد ولا نفس الرواتب .


واعتمدت سياسة السعودية في إدارة الوادي على ما تبقى من مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية بخلاف الإمارات فقد حاربت كل مؤسسات الدولة وأنشأت قوات تتبعها مباشرة واستغنت بها عن التشكيلات العسكرية الرسمية.

رافق هذا النزاع الإقليمي نزاع بين أذرع الدولة نفسها ، هناك ثروة هائلة تنهب من وادي حضرموت لصالح النظام السابق وكانت أدواتهم عسكرية وإدارية وشركات في الظاهر ولكنها وهمية تنفذ عبر شركات تنفيذية حقيقية مع شراء بعض النافذين من مشايخ  القبائل وهؤلاء شكلوا منظومة نهب تأمن لعائلة عفاش ثراء فاحشا وهؤلاء فقدوا الغطاء السياسي بمقتل عفاش وهم بحاجة إلى واجهة سياسية يتفقون معها لتستمر العملية.


الذراع الثاني داخل الدولة والذي ينازع ذراع عفاش هو ذراع الرئيس الحالي ويعمل من خلال أدواته الخاصة ومنها ضمان نفوذ عسكري لجماعة أبين هم أشبه بوكلاء يؤمنون للرئيس عبد ربه حصته من ثروة حضرموت وخصوصا أن الإمارات استولت على كل شيء في الساحل وصنعت أدوات منفذة تتبعها مباشرة ! 

يأتي على رأس هذه المنظومة الجديدة طيمس قائد المنطقة العسكرية الأولى وهو من رجال عبد ربه المخلصين ويسعون لاستكمال أدواتهم من خلال تعيينات في سلطة الوادي تقبل بالعمل لصالحهم مثل مدير آمن الوادي  ولا يزالون يبحثون عن الرجل الحضرمي المخلص مستعينين بسلطة عبد ربه ويعملون على إفشال سلطة الوادي كلما تمنعت عن تمرير ما يريدون ويساهمون في الأزمات والانفلات لكي يزيدوا ضغط الرأي العام على السلطة في حال إعاقة تغلغلهم في عمق الأجهزة الحكومية.


أدوات أبين: قيادة المنطقة العسكرية الأولى.

أدوات بقايا النظام السابق: بعض كبار المسؤولين في الجهاز الأمني والمدني مشايخ بعض القبائل وملاك الشركات العاملة في حقول النفط.


أدوات السعودية: القوة الحضرمية المستهدفة في الفترة الأخيرة وبعض النافذين في قيادة المنطقة العسكرية الأولى وبعض الأمنيين.

أدوات الإمارات: معظم النافذين الأمنيين في الأمن القومي والمركزي والسياسي وبعض مشايخ القبائل.


لكل طرف أدواته التي يستخدمها مثل القفازات لتحقيق ما يريد وعند الخلاف يحدث الاحتكاك بين هذه الأدوات ولا يظهر الكبار في المشهد مطلقا.


استفاد المختلفون المحليون من الخلاف بين السعودية والإمارات وكل طرف يعمل دولة ويعدها بجلب الوادي إلى نفوذها ، عملت خلايا أبين مع السعودية وعملت خلايا عفاش مع الإمارات أيضأ بحكم تواجد عائلة عفاش في الإمارات فشكلت حلقة الوصل والتنسيق.


كل ما نشاهده من انفلات في وادي حضرموت في الحقيقة يرجع إلى خلافات ومنازعات هذه القوى المحلية والإقليمية وكل فريق له أبواقه الإعلامية وأدواته المحلية والضحية أمن الوادي وشبابه الأبرياء.


العملية الأخيرة في سوم بن همام عملية أمنية نفذها مختصون ولم يتبعها أي إطلاق نار فقط عبوة موجهة وتم تفجيرها عن بعد ولا تحمل بصمات قاعدة عفاش وإنما بصمات وحدات أمنية متخصصة تتبع لأجهزة عفاش سابقا.


عناصر الإمارات يخترقون كل الأجهزة الأمنية والعسكرية ودقة معلومات وحدة التتفيذ تدل على عمل أمني محترف يخترق دائرة القرار في كتيبة الحضارم.


ومن بصمات العمل الأمني الإماراتي الحملة الإعلامية المعدة سلفا لتوظيف الجريمة سياسيا ضد خصوم الإمارات .


يبدو أن قدرات الإمارات قد وصلت إلى دائرة القرار السعودي فأصابتها بالإرباك والتردد والتباطؤ والخلافات أحيانا في نفس الدائرة الضيقة. بينما عملت الإمارات بوضوح وبجرأة وبقوة ودون تردد.

ليست هناك تعليقات