ما بين مبنى الأيام صنعاء والجنوب
منصور الصبيحي
مبنى الأيام في صنعاء، ومن يقبع خلف القضبان الأسير احمد عمر المرقشي، يقابله وطن الجنوب وسجين أسمه شعب الجنوب، قضيتين في قضية واحدة دلالاتها واحدة. برمزية تحاكي كل منهما الأخر، هناك بيت الأيام المصادر في صنعاء، الواقع داخل إطار دولة اسمها الجمهورية اليمنية على ذمته قضية احمد عمر المرقشي من يقبع لردح من الزمن خلف القضبان ضلم وجور وبهتان. وهنا وطن على ذمته شعب الجنوب يقبع في سجن دوامة الضياع أيضا في إطار ما سمي بالجمهورية اليمنية يتشابه المشهد بتشابه السجان الزمان والمكان وتتشابه خلفيات القضيتين وملابساتمها والحكم الصادر بحقهما وقد نذهب لأبعد من ذلك وصولاََ لميعاد الحرية من قيد اسر عامليها الرئيسين الوحدة والغريم.
لما نعيشه صعوداََ ونزول لأمل يقترب ثم يبعد - يبعد ثم يقترب، يكاد يكون في متناول اليد فيإخذ في التلاشي من جديد حكايات قد لا تغيب عن بال الجميع نحوآَ من ذلك... الجنوب وطن تحرر من وطأة الضلم ولم يزل تحريراََ ميلانه لم يعتدل، قضى بصدد الحكم المحكوم عليه من قبل قاضي صنعاء (نظام صالح) حتى فُك أسرهُ من زنزانته الأنفرادية بقرار اخر لقاضي اخر ولكن لم يعلن ، وهو بصدده منتظر قرار التوقيع والإعلان اكتمالاََ للحدث من قاضي القضاه كي تعم الأفراح احتفالا بيوم النصر ويوم الخلاص. واليه انعكاسا بيت الأيام صنعاء من وقف عنه مدافعا احمد عمر المرقشي دفاع الأبطال ، ليلقى هو الاخر مصيره محتجز يقيم خلف القضبان، حكاية تتفق مع حكاية شعبه وأهله من سائر الجنوبيين، فقط مراعاة لفوارق بسيطة، كلتا القضيتين قضية واحدة من قضية شعب يتمثل الجلاد فيها يقف خلف الضحية، مرآة انعكاس لبعض من واقع لئيم نمر به وما زلنا فيه ماضون - سائرون لم نتخطى زمان رتابتهِ وجمودهِ، بالرغم من كل ما يشاع ويقال لتجاوزنا عهد المحنة اقترابا من خط النهاية حصاراََ لليأس والخنوع نحو الأمل المرجو تحقيقه انتسابا لمتغيرات للمرحلة وحتميتها من تحدو بنا أن تفضي لمستقبل مشرق ينسينا المواجع والألام لسنين من القهر والتسلط.
قياسا على ما اليه وعلى ما مرً، تزف البشارات وتتقاطر التهاني بقرب ميعاد تحرير المرقشي من اسره غدا او بعد غد، ناهيك عن ذلك... تكاد أن تكون المسألة قاب قوصين او أدنى من الضفر والتمكين ، فيخيل اليك ما هي ألا ساعات فاصلة ثم تشاهد الأسير المسجون ضلما وعدوانا يسير خارج السجن يتأهب السفر إلى أهله وناسه، بل وابعد منهُ ما تنشرهُ بعض المواقع وشبكات التواصل من أتمام عملية نقله لمنزل الشيخ فلان والان يقيم في حضرت ضيافة علان. لنفاجى في اليوم التالي على صدر صحيفة الأيام الغرى الصفحة الأخيرة أن المادة المتكررة ما زالت تتابع صدورها (الحرية للأسير احمد عمر المرقشي المسجون ضلم وعدوانا) ليصيبك الإحباط من جديد.
امر اخر ليس بمعزل عن ذلك... لبشائر التمكين والتخمين لعدد من الساسة والسادة الجنوبيون عن قرب ميعاد إعلان النصر تتويجا لنضال شعب الجنوب وإن المسألة قاب قوصين او أدنى من ذلك بل وقد ذهبوا ابعد منه وصولا لحد المواجهات العسكرية مع أطراف محسوبة على ......... بلوغا لذروة فيخيل اليك قراءة للمشهد أن غدا سنكون على ميعاد مع حدث عظيم طال انتظاره سيثلج صدورنا وصدور الجميع لتفاجى عند شروق شمس اليوم التالي لأمس أن كل شيئ على ما هو عليه لم يتغير وما زلنا نقبع في نفس الدوامة التي يألفها الجميع
تلك هي القضية والحكم اليكم....وتخميناََ مني انها تدور في دائرة واحدة ليس بمعزل عن بعضهما يصيب الأولى ما أصاب الثانية ويصيب الثانية ما أصاب الأولى وساعة الفرج للأثنتين لن تكون بعيدة المسافة في ما بينها بل قريبة جداََ قريبة حين يغدو الفعل ليس مجرد كلام بل فعل بعينه فعل يجبر السجان والغريم لرضوخ للمشيئة انصافاََ للعدل تحقيقاََ لمطلب الحرية للأثنين.
التعليقات على الموضوع