(الجنوب ...تلك قصة اخرى) . اهداء الى مقام الرجال الذي سألني ( من انت؟ ) اهداء الى روح الفقيد م.جمال مطلق صديقي ورفيقي
(الجنوب ...تلك قصة اخرى) .
اهداء الى مقام الرجال الذي سألني ( من انت؟ )
اهداء الى روح الفقيد م.جمال مطلق صديقي ورفيقي .
الجزء الاول .
مقدمة لابد منها :
منذ بداية شهر رمضان الكريم للعام 1440 هجرية وحتى اليوم ونحن في العشرين من الشهر الفضيل , اعتاد احد المقربين الى قلبي ان يرسل لي سؤالا قصيرا مختصرا من كلمتين ( من انت ؟) , و كان يعيد ارسال هذا السؤال كما هو ( من انت؟ ) دون ان يزيد عليها حرفا واحدا , دون تعليق او تعقيب منه يعطيني راحة بانني اجبت على السؤال الملح , و مهما كانت اجابتي على سؤاله , لم يكن يغير من سؤاله او يتنبه ليرد على اجاباتي التي كانت تختلف في كل مرة في ما تطرحه او تحاول تناوله, على نفس هذا السؤال ( من انت؟ ), وظل يعيدها بشكل اثار استغرابي واثار في نفس الوقت كثير من التساؤلات والكثير الكثير من الذكريات الساكنة في الجانب المخفي الغائب من عقلي , اثار انتباهي عن ماهية الاجابة التي يريدها, الاجابة التي ترويه وتقطع دابر استمرار هذا السؤال المكرر المعاد العنيد المعتد بنفسه , وفي كل مرة احاول الاجابة اجد ان الرد باعادة السؤال ( من انت ؟) .
في سيل هذه الافكار والذكريات التي اشعلها السؤال المتكرر الذي لم تسكته ايا من اجاباتي , تذكرت الصديق الاقرب والمعلم الافضل و رفيق الدرب الذي لن انساه ما دمت حيا, الفقيد م.جمال مطلق رحمه الله برحمته الواسعة وغفر له واسكنه جنانه , فقد كان يعيد نفس السؤال , مع اختلاف بسيط , فقد كان يسأل ( من انتم ؟) .
وبين ( من انت؟ ) و (من انتم؟) تدفقت الى مخيلتي الاف بل قل مئات الالاف من قصص التاريخ وعبره وتحولاته في السياسة والاقتصاد والفكر و الرؤى وتطوراتها , هي نفسها كانت تحمل في طياتها ملايين الاسئلة التي اتت بصيغة ( من كان هؤلاء الاقوام؟ ) و ( كيف عرفوا انفسهم ) و ( لماذا تطوروا وسادوا؟ ) ثم ( لماذا انهاروا وفنوا؟ ), كله ماض انتهى الى غير رجعة لنا فيه عبرة وعظة , وبقي الحاضر الذي نعيشه الان , فكان الاول مؤديا الى الاخير , وصار حاضرنا ( من انت؟ ) و ( من انتم؟ ) , سؤال ستحدد اجابته الاجابة على سؤال المستقبل القادم ( من سأكون ؟) و ( من سنصبح؟ ) , وتذكرت اني وعدت المرحوم باذن الله م.جمال مطلق بأنني ساكتب قصتنا سويا , قصة ( من نحن ؟) في يوم من الايام, ولكن ( تلك قصة اخرى ) سأرويها ان بقي في العمر بقية .فقد قررت ان اسرد لكم قصة قصيرة عن ( الجنوب ) قبل ان اسرد قصتنا انا والفقيد م.جمال مطلق ( فتلك قصة اخرى ) .
وباسم الله سنبدأ ...
قصة المكان ...
همسة : ﻳَﻮْﻡَ ﺗُﻘَﻠَّﺐُ ﻭُﺟُﻮﻫُﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻳَﺎ ﻟَﻴْﺘَﻨَﺎ ﺃَﻃَﻌْﻨَﺎ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺃَﻃَﻌْﻨَﺎ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻟَﺎ ( 66 ) ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺇِﻧَّﺎ ﺃَﻃَﻌْﻨَﺎ ﺳَﺎﺩَﺗَﻨَﺎ ﻭَﻛُﺒَﺮَﺍﺀَﻧَﺎ ﻓَﺄَﺿَﻠُّﻮﻧَﺎ ﺍﻟﺴَّﺒِﻴﻠَﺎ ( 67 ) ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺁﺗِﻬِﻢْ ﺿِﻌْﻔَﻴْﻦِ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏِ ﻭَﺍﻟْﻌَﻨْﻬُﻢْ ﻟَﻌْﻨًﺎ ﻛَﺒِﻴﺮًﺍ ( 68 ) الاحزاب .
د.بليغ اليزيدي
ليلة العشرين من رمضان 1440 هجرية
التعليقات على الموضوع