رحيل الامارات .. لن يحرر شمال ولن يسلم جنوب

شبكه صوت الجنوب

رحيل الامارات .. لن يحرر شمال ولن يسلم جنوب

زيد المردعي

انتهازية الاخوان وابتزازهم للمملكة لن ينتهي برحيل الامارات مادام وجدوا فيها آذان صاغية ويد مبسوطة لهم كل البسط ولن يكفوا بل ستأخذهم العزة بالاثم وتفتح شهيتهم وشراهتهم على الآخر  ليمسكوها من اليد التي توجعها ليحلبوها ويبتزوها اكثر فاكثر ولو على حساب خسارة كل حلفائها .

والمتأمل للواقع لن يجد اي انجاز يذكر حققه الاخوان  للمملكة لكي تتمسك بهم وتعض على مشروعهم واجنداتهم بالنواجذ وتغض الطرف عن طعناتهم المستمرة لها وهي التي صنفتهم كأرهابيين في بلدها واستثنتهم في اليمن بل ان الغدر والخيانة والهزائم التي تلقتها المملكة على يد اخوان اليمن لم تتلقاها على يد كل اعدائها مجتمعين منذ نشأتها لليوم فماهو السر الذي يجعل المملكة تتحمل طعنات اخوان اليمن الغادرة المتتالية دون ان تكون لها ردة فعل انتقامية معاكسة ضدهم والذي يخيل للمتابع بأن المملكة ستقبل حتى بتمكين اخوان اليمن من اراضيها ومشاركتهم في حكم المملكة اذا ابتزوها في ذلك ؟؟؟!!!!!!

فالذي جعل المملكة تتخلى عن ذراعها الايمن وعمودها الفقري الامارات باضعاف دورها وتقليص حجم تواجدها في اليمن لصالح تقوية اخوان شرعية الارهاب ومموليهم ليست ورقة الشرعية التي شرعنة تدخلها في اليمن وهي القادرة على الاستغنأ عنها والاتيان بألف طريقة  وسبب لمنحها ذلك التدخل . بل ان الامر جلل واكبر من ذلك بكثير.؟!!!!!! 

وبغض النظر عن ذلك فأن ظن المملكة بأن رفع يد الامارات عن ملف اليمن عامة والجنوب خاصة بموجب النظرية الاخوانية يعتبر هو الحل الناجع الذي من شأنه سيحرك مياه قوات الاخوان الراكدة منذ 5 سنوات بإتجاه تحرير الشمال لهو ظن خاطئ سببه نظرية كيدية مبنية على اطماع مبطنة لولاية الفقيه والمرشد هدفها الاستفراد بالمملكة  لابتزازها وطعنها اكثر حتى  تسلمهم الجنوب .

وهو فخ نصب بأحكام من قوى الشر والظلام للايقاع بالمملكة على اعتبار ان الامارات كانت تحول دون تحقيق وتنفيذ مخططاتهم القذرة ضد التحالف والجنوب باعتبارها الدرع الواقي للمملكة وحائط الصد الدفاعي الاول الذي يكشف حقيقتهم ويعريهم ويفشل مؤآمراتهم ويسقطها.

فرحيل الامارات لن يحل ازمة الاخوان مع الجنوبيون ولن يلغي صفة احتلالهم للجنوب ولم ولن يشرعن لهم حكمه وادارته بل ان رحيلها سيأزم وضع الجنوب اكثر وسيعيد الارهاب والفساد والمشاكل والاوضاع فيه الى مربع الصفر الاول على اعتبار ان الامارات كانت سياستها ملتزمة بإ مساك العصأ من المنتصف والتي بموجبها منحت السيطرة العسكرية على الجنوب للانتقالي ومنحت حق  السلطة والادارة للاخوان اضافة الى منحهم سيطرة عسكرية ايضا" لهذا فرحيل الامارات  سيضع المملكة في مأزق كبير وموقف لا يحسد عليه ليتعمد الاخوان بدق اسفين ببعض بوضع المملكة في فوهة المدفع في مواجهة الجنوبيون ان هي مكنت شرعيتهم الارهابية جنوبا والتي سيتدثر الاخوان بعبائة المملكة ليفسدوا ويرهبوا ويجرموا مثلما يفعلوا ذلك تحت عبائة هادي وجنوبيي الشرعية ليضربوا عدة عصافير بحجر واحد .

يتوهم الاخوان بان الامارات هي من تمنع تمكينهم من الجنوب وهذا محض كذب وافتراء لان الشعب الجنوبي هو من يمنع ذلك على اعتبار ان مشروع شرعية الاخوان هو مشروع احتلالي للجنوب مثله مثل مشروع عفاش والحوثي والذي سيقاوم من قبل الشعب الذي لم يضحي ألا لاجل مشروع حريته واستقلاله والذي يمثله مفوضه الانتقالي فقط لا غير.

ان من الغبأ والاستغبأ تصديق مايروجه الاخوان بأن تحرير الجنوبيون لارضهم واستلام زمام امورها كان سببه الامارات لان السبب الحقيقي لذلك هو قضيتهم التي عجزت كل قوى الشمال عن دفنها منذ الانقلاب على الوحدة والغدر بدولة الجنوب عام 94 والذي اسقط مبدأ الشراكة بين دولتين ليتحول الى احتلال وهذه القضية خلقت وولدت قبل مجي الامارات بعقود والذي حينها لو كانت توفرت للجنوبيون نفس العوامل والاسباب التي توفرت لهم اليوم لكانوا حرروا ارضهم واستلموا زمام ادارتها منذ زمن ، لان صراع الجنوبيون   مع قوى الشمال هو صراع وجودي استقلالي تحرري وقضية وطن وهوية وهي نفس القضية التي حررت ارضهم اليوم واجبرتهم على التوغل شمالا للقتال في ارض ليست ارضهم وتقديم فاتورة ضخمة من التضحيات لكي ينظر اليهم اشقائهم في التحالف العربي بعين العدل والانصاف على امل دعم حق استعادة دولتهم .

   

وبالمقابل فأن الامارات لم تمنع الاخوان من تحرير الشمال وهم لديهم القوة والمقدرة لفعل ذلك منذ سنوات بل ان السبب الرئيسي الذي منعهم من ذلك هو تحرير الجنوب من قبل ابنائه واستلام زمام ادارته العسكرية والذي يعتبرونه خطر كبير على مشروع استمرار وصايتهم على الجنوب ونهب ثرواته بموجب نتائج حرب 94

ولهذا يسعى الاخوان بقوة منذ بداية الحرب لتوجيه دفة حربهم جنوبا" باعتقادهم ان لديهم المقدرة على فرض واقع مغاير على ارض الجنوب لصالحهم ولا يعلمون بأنهم لن يصمدوا اكثر من يوم واحد امام قوة وضربات الجنوبيون فهناك فرق شاسع بين من يقاتل لاجل عقيدة وطن ومن يقاتل لاجل مصالح ولا يعلمون ايضا بأن من مكنهم بالامس من شبوة دون مقاومة تذكر ليس بقادر غدا" على تمكينهم في باقي الجنوب او حتى الدفاع عنهم من ابتلاع طوفان الشعب لهم.

اخيرا" ستبقى المملكة قبلة صلاة اطماع الاخوان  ومهبط وحي مصالحهم الى ما شاء الله الى ان تثبت عكس ذلك وستظل بنظرهم البقرة التي يتبركون بخيرها  لتعطيهم مزيدا" ومزيدا" من الحليب وان امتنعت ضربوها مرددين انشودتهم الشهيرة :

(( يابقرة صبي لبن صبي لبن

للحوثي نجران عسير وصنعاء اليمن

وللاصلاح نفط الجنوب وميناء عدن ))

وستبقى الحقيقة التي لايساورها شك بان رحيل الامارات من اليمن لن يحرر الاخوان على اثره الشمال ولن يسلمهم الجنوب ليعيدوا احتلاله مجددا".