(( وماذا بعد إتفاق الرياض ؟! ))
شبكه صوت الجنوب
١/ لاأعرفُ إستراتيجية قيادتنا في الإنتقالي إزاء العبث الفاضح الذي تنتهجهُ الشّرعية تجاه إتفاق الرياض ، فهي قد أفشلتهُ عُنوةً كما يتضح ، وكل مواعيد تنفيذ بنوده قد إنطوت أصلاً ، وطبعاً كلٌ هذا ليس من شأننا وقد فوّضنا قيادتنا بإدارة دفّة المرحلة وفقاً لِما تَراهُ ، ثمّ أنّ ثقتنا في قيادتنا لاتحدٌها حدودٍ ولاشك .
٢/ في نفس السياق ، وشارعنا الجنوبي في غاية الإحتقان والقلق من مُجريات الأحداث على الأرض ، فأشعرُ أنّه من حق شعبنا الجنوبي أن يَحصل على تطميناتٍ ما من قيادته حول حقيقة الأوضاع ، أي ولو عن طريق تصريحاتٍ مُقتضبة من قيادتهِ الأعلى - وبحسب ماهو مُتاحٌ - لتنزل السّكينة على قلوبنا ، ولأنّ وجود القيادة الأعلى كلها في الخارج الٱن ، وهذا من بواعث المزيد من القلق لدى شارعنا ولاشك .
٣/ شخصياً ، ووفقاً للشواهد الحية على الأرض ، وهذه تُثبتُ وبكل جلاءٍ أنّ ثمّة توافقاً وتوائماً كبيرين بين إخوان الشّرعية والحوثي حول جنوبنا وثرواتهِ ، وهذا يعطيني قناعة مطلقة بأنّهم لن يكسروا جنوبنا ومهما كلّف الأمر ، لأنّ الصراع هنا سيأخذُ شكله العقائدي ، أي أنّ قواتنا وشعبنا سوف يستميتون في الذّوذِ عن الأرض والعرض حتى ٱخر فردٍ ، وتوافقهما - الحوثي / الإخوان - يظهرُ جلياً في الإستسلامات والخيانات المتتالية لجيش الشرعية لصبيان الحوثي ومليشياته وبكل صلفٍ ووقاحةٍ !
٤/ في أداء مجلسنا الإنتقالي على طريق إستكمال إنشاء مُكونات وبُنىٰ دولةٍ ، أشعرُ بيقينٍ أنّه قد قطع شوطاً طيباً بهذا الصّدد وماانفكّ يُواصلُ ، مع ذلك أرى أنّه تنقصنا العين الأمنية والإستخبارية المُحترفة ، وهذه مُحورية ولاشك ، فعبرها يُمكننا رصدُ المدسوسين والخلايا النّائمة ، وعبرها يُمكننا إستباق التفجيرات والإرهابيين على أرضنا ، وعبرها يمكننا تقييد ورصدُ حركة الإخوانيين الخطرين في الشارع ، وكذلك الجمعيات والكيانات الإخوانية الهدّامة لجنوبنا .. ولاحظوا أنّ الشمال والإخوانيين هم المصدرين لشحنات التفجيرات الى أرضنا ، وهم المصدرين للإرهابيين والخلايا النائمة ، وهم من يصنعُ العبث في جغرافيتنا ونحن مصعرين خدودنا لتلقي لطماتهم وحسب ، أي وكأنهم هم الفاعلين المؤثرين ، ونحن متلقيين سلبيين ليس إلا ..
٥/ إنّ وجود هذا الكيان الإستخباري المحترف جد حيوي لجنوبنا ، وربما يُقال ليس هناك إمكانيات لذلك ، وأنا أشعرُ أنّ رجال أمننا السابقين الميامين والناشطين الجنوبيين فالكثير منهم على إستعدادٍ للعمل كمتطوعين في هذا الجانب ، فهذا هو العمل الوطني الجنوبي الأصيل ، وبقليلٍ من النثريات المحدودة يُمكننا تشكيل هذا الكيان وكمنظمةٍ جماهيريةٍ جنوبية ، ولأنّ الأحزمة والقوات الجنوبية غير مؤهلة حرفياً لمثل هكذا مهمات ، ثم هي تعمل في العلن أصلاً ..
٦/ المرحلة الرّاهنة تستدعي تظافرنا جميعاً كجنوبيين ، لا أن نظلّ نُهوم في فضاءات التّأويلات والتّعاطي السّفسطائي مع كل مايدور حولنا ، فالخصمُ خبيثٌ محترف ويتسلّل بين ثنايانا ووسطنا كحيّةٍ رقطاء ناعمة الملمس ، ولن نفيق إلا وقد لدغ لدغته القاتلة ، وتجاربنا معه بعد تحرير جغرافيتنا ماثلةٌ للعيان ، فما أن إستكملنا تحرير أرضنا إلا وفوجئنا بهِ يسرقُ نصرنا وتضحياتنا ويُجَيرها له ويسيطر على كل مفاصل القرار في مرافقنا وأرضنا ، وكأنهُ هو مَن حرّرنا ، وهذه تجربةٌ علينا أن نستعيدها مراراً وتِكراراً .. أليس كذلك ؟!
✍ علي ثابت القضيبي
التعليقات على الموضوع