أبين حكاية الدولة وقصة السلطة ورواية الحكم
أبين حكاية الدولة وقصة السلطة ورواية الحكم
الثلاثاء 25 فبراير 2020 11:39 صباحاً
تقرير / عبدالله جاحب
محافظة أَبْيَن محافظة جنوبية تقع في الجنوب الشرقي من صنعاء، وتبعد عنها بمسافة تصل إلى 427 كيلو متر وعاصمتها زنجبار وتتصل من الشرق بمحافظة شبوة ومن الغرب بالعاصمة عَدْن ومحافظة لحج ومن الشمال بمحافظتي شَبْوَة والبَيْضاء إلى جانب أجزاء من يافع العليا، أما من الجنوب فيحدها البحر العربي الذي تطل عليه شواطئها. يشكل سكان المحافظة ما نسبته 2.2% من إجمالي سكان اليمن، ويبلغ عدد مديرياتها 11 مديرية، ومدينة زنجبار مركز المحافظة، وتعد الزراعة والاصطياد السمكي النشاط الرئيسي لسكان المحافظة، إذ تشكل المحاصيل الزراعية ما نسبته 4.4% من إجمالي الإنتاج الزراعي في الجمهورية، وأهم المحاصيل الزراعية المنتجة في المحافظة القطن طويل التيلة والخضروات والفواكه .
خضعت هذه المحافظة لحكم الاستعمار البريطاني كغيرها من المحافظات الجنوبية ، ومن اشهر مديرياتها زنجبار وجعار ، وتشتهر هذه المحافظة بالزراعة حيث يوجد فيها آلاف الهكتارات المزروعة بأنواع الفاكهة والنخيل كما تشتهر بثروتها الحيوانية وسواحلها الغنية بالثروة السمكية .
لا تستطيع أن تذكر الجنوب دون التطرق إلى محافظة أبين ، ولا يستطيع كائن كان فصل الدولة والسلطة والحكم عن محافظة أبين ، فهي عضو من أهم مكونات الدولة والسلطة والحكم في دولة الجنوب سابقاً واحد الركائز المتينة في تكوين الدولة والسلطة والحكم في عهد الوحدة اليمنية .
لأبين حكايتها مع الدولة ، وقصتها مع السلطة ، روايتها وفصول محتوى طويل مع الحكم السياسي والعسكري في تكوين الدولة اليمنية شمالاً جنوباً .
ظلت ومازالت ( أبين ) محل الجدل السياسي والعسكري في مراحل وحقب والأنظمة المتعاقبة في سدة الحكم والتربع على عرش السلطة والدولة .
شغلت محافظة أبين جدل السياسيين وكانت محل متابعة أنظار المراقبين والمتابعين للشأن السياسي والعسكري في البلاد ، وكان محل اهتمام السواد الأعظم في عملية سياسية وحقبة زمنية تقلبات، نكبات، سقوط نهوض، تنمية، تقدم ، أزمات منعطفات، معطيات ، أحداث، حروب تمر بها البلاد .
كان لمحافظة أبين تجارب سياسية متعددة الوظائف في عهد دولة الجنوب ، وكانت الشريان السياسي والرئة العسكرية لجسد الجنوب في حقبة ومرحلة الجمهورية الديمقراطية الشعبية .
ورغم الأهمية التي كانت تحتلها محافظة أبين في دولة الجنوب سابقاً ، الا أنها دخلت مرحلة ومرت بحقبة زمنية وتاريخية ( سوداء ) عرفت بالدموية اطلق عليها وعرفت ب ( أحداث يناير 1986) الدموية ، ودفعت ثمنها المحافظة بفاتورة باهظة الثمن وخلفت العديد من الاثار السلبية .
استخدمت محافظة أبين كورقة سياسية ، وفريسة ينهش بها كل من تربع على كرسي الحكم والسلطة في البلاد .
وكانت أبين أحد أوراق نظام الرئيس ( صالح ) بعد الوحدة اليمنية لترجيح كفة الميزان السياسي والعسكري ، واشتغل وركز " صالح " كثير على أبين وحاول بكل الوسائل والطرق إلى أن تكون في صفه وإلى جانبه والعصى الغليظة في الجنوب وورقة سياسية وعسكرية يتلاعب بها بين الحين والاخر .
لم تنجو محافظة أبين من صراع الاسرة الكريمة والحاكمة في صنعاء ، وكان للإخوان ومحسن نصيب الأسد في محافظة أبين من خلال زرع القنبلة السياسية المؤقوتة والمصنوعة والمعروفة بالقاعدة والتطرف في محافظة أبين .
لمحافظة أبين حكايات وروايات وفصول من سيناريوهات سياسية وعسكرية مع الدولة والسلطة والحكم .
وتجرعت أبين العلقم والمر والدمار والخراب على حساب التنمية والإعمار والنهوض ونفض غبار المماحكات وتصفية الحسابات السوداء .
لمحافظة أبين كبوات وسقوط مع الدولة والسلطة والحكم ولكنها تظل وتبقي وتكون المحافظة التي لايمكن تجاوزها ولن تكون دولة وسلطة وحكم دون حضورها تواجدها .
رجال أبين ولعنة السلطة والحكم
على مر التاريخ وفي كل المراحل والحقب ، لم تكن السلطة والحكم والدولة على أبين ورجالها بالنعمة ، ولكنها تظل الدولة والسلطة الحكم لرجال أبين لعنة تلحقهم من مكان إلى أخر ومن حقبة ومرحلة إلى أخر .
كانت أبين ومازالت المسقط والحضن و الثدي الذي رضع منه السواد الأعظم الذين تعاقبوا على سدة الحكم والسلطة في البلاد .
أن غالبية أبنائها هم في سدة الحكم ويتقلدون وتقلدوا مناصب رفيعة في السياسي والعسكري والإداري بشقيه السيادي والخدماتي .
كانت محافظة أبين مع أول موعد لرجالها للتربع على كرسي الحكم والسلطة عن طريق سالم ربيع علي الذي كان يعرف باسم ( سالمين) رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من 22 يونيو 1969 وحتى الانقلاب عليه في 22 يونيو 1978 م وإعدامه في 26 يونيو 1978 ، وكانت أول بوادر ومؤشرات تلك اللعنة هو ( سالمين ) .
ليظهر ويلد بعد ذلك لمحافظة أبين شخصية سياسية وعقلية آخر ظهرت إلى الساحة والمشهد السياسي في السلطة والحكم والدولة عرفت تلك الشخصية العقلية السياسية بأسم / علي ناصر محمد الحسني كان رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لفترتين رئاسيتين ، حيث عمل كرئيس مجلس الرئاسة من 26 يونيو 1978 حتى 27 ديسمبر 1978، وكرئيس للجمهورية في ابريل 1980م، بعد استقالة الرئيس السابق عبدالفتاح إسماعيل وذهابه للمنفى في موسكو .
13 يناير، 1986، أدت أعمال عنف مسلحة في عدن بين مؤيدي علي ناصر ومؤيدي إسماعيل الذي عاد من منفاه طالبا استعادة الحكم ، أدت إلى اندلاع حرب أهلية استمرت لمدة شهر أدت بدورها إلى إصابة الآلاف وإبعاد علي ناصر من السلطة ومقتل إسماعيل وهروبه و 6000 شخص إلى الجمهورية العربية اليمنية، دامت فترة رئاسته للجمهورية من 21 ابريل 80 م وحتى 24 يناير 1986 م خلفه في المنصب علي سالم البيض .
وكان ناصر الرجال الثاني لأبين بعد سالمين الذي تصيبه لعنة الحكم والسلطة والدولة .
ولم تتوقف لعنة رجال أبين على ناصر وسالمين فقط كان لمحمد علي أحمد نصيب من تلك اللعنة على الرغم من تميزت فترة عمل المناضل محمد علي أحمد في محافظة أبين بالنموذجية حيث اخذ تفويضا من مركز لإطلاق مبادرة المحافظة لتنفيذ برنامجها الطموح بالاعتماد على موارد المحافظ وتعاون السكان وأصحاب المصلحة في المحافظة الذين هم من خارجها ، توفرت لدى محمد علي احمد مقومات النجاح وفي مقدمتها الإدارة السياسية والعسكرية والإدارة المؤهلة التي خططت لصياغة برنامج العمل وأحسنت توظيف الموارد المادية والبشرية توظيفا موضوعيا وسليمة بعيدا عن الإهدار ، لكن سرعان ما وصلت إليه لعنة السلطة والحكم والدولة ليغادر الوطن ويوصل رحلة النضال من خارج أراضي الوطن .
كثيرون هم رجال أبين التي لاحقهم الحكم والسلطة والدولة ولا يتسع المجال لحصرهم أو سرد حكاية وقصة وسيناريو اللعنة التي تلزمهم فبعد سالمين وناصر ومحمد علي ، كان محمد علي هيثم الذي عين من قبل سالمين كرئيس للوزراء عندما أصبح رئيسا للجمهورية استمر هيثم في منصبة حتى 1971 م عندما تم استبداله بعلي ناصر محمد ، ومحمد علي سالم الشدادي الذي تقلد عضوية البرلمان اليمني وعضو في مجلس النواب عن الدورة البرلمانية 2003_ 2009 عن الدائرة الانتخابية بمحافظة أبين .
واستمرت أبين بمواصلة الإنجاب السياسي في السلطة والحكم والدولة فظهر الرئيس الثاني للجمهورية اليمنية والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن منذ 2012 وكان قبلها نائبا للرئيس خلال الفترة 1994 _ 2012 انتخب رئيسا للبلاد عام 2012 كمرشح وحيد .
وظهر أيضاً أحمد بن أحمد الميسري هوسياسي من محافظة أبين يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة بن دغر ونائب لرئيس الوزراء في حكومة معين عبدالملك وقبلها وزيرا للزراعة والري خلال الفترة 1 أكتوبر 2015 وحتى 25 ديسمبر 2017 م
وتظل اللعنة تلاحق ماتبقي من رجال أبين في السلطة والحكم والدولة فهل تصل إلى هادي والميسري وماتبقي منهم من رجال أبين أم أنهم تكسرون ويتغلبون على تلك اللعنة التي لم ينجو منها السابقون من الذين تعاقبوا على سدة الحكم والسلطة والدولة من رجال وأبناء محافظة أبين
التعليقات على الموضوع