عيدروس والاقلام الناسفة
عيدروس والاقلام الناسفة
كانت زيارة اللواء عيدروس الزبيدي إلى أميركا مؤخرا قد ولدت طابع من الغيرة العمياء ليس لدى خصومه الشماليين فحسب ولكن حتى عند بعض العسكريين القدماء الذين ربما جمعتهم الأيام في حقبة زمنية غوغائية متصارعة سياسيا وعسكريا، وأيضا عند بعض أبواق 'حزب الإصلاح والمؤتمر' التي لاتزال تناهض إقامة الدولة الجنوبية المستقلة وعاصمتها عدن. وقد يرى جمع من الناس ان اللواء عيدروس ربما يتصرف ماوراء صلاحياته وحدوده كمحافظا لعدن وأن الأجدر به ان لا يخرج عن إطار منصب المحافظ او أن يتصرف كحاكم للجنوب عامة بدافع الهيمنة والتسلط.
انا أرى أن عامة الناس في عدن او غيرها من محافظات الجنوب لا ترى اللواء عيدروس محافظ فحسب بل تراه قائدا عسكريا شجاعا نبيلا، يبادلونه الاخلاص والمحبة والوفاء بالوفاء ،وهو ايضا سياسيا حكيما ومناظل ليس من 2007 ولكن منذو فترة الحرب التي اندلعت رحاها في العام 1994 ومابعدها الى يومنا هذا، ومنصب المحافظ قد يشغله شخص ما بالمصادفة او الواسطة او المحسوبية، ولكن ان تكون قائدا عسكريا في ميادين القتال وساحات المعركة تقبل تسليم حياتك مقابل فرض الأمن ومواجهة الإرهاب الذي عجزت عنه دول كبرى فأنت من القادة الاسطوريين الذين قدموا نفوسهم رخيصة لمصلحة بلدانهم وشعوبهم، كما انه من السهل انتقاد المحافظ من حيث أداء المرافق الإدارية والسلطة المحلية او في بعض الأحيان حتى في ما يتعلق بقيمه وأخلاقه ومبادئه وهذه مسألة لا غبار عليها او حتى ان ترى اللواء عيدروس يحاول إعادة إنتاج الماضي او تعيين مقربيين كما قد يرونه البعض بعين الحيطة والحذر او بغير ذلك، ثم يقومون بتعبئة أقلامهم الناسفة في وسائل التواصل الاجتماعي ليخطون بحبرهم المسموم لهجة التحريض والتخوين ...الا بعدا لهم كما بعدت "وحدة الشمال مع الجنوب"
إن دعوة سيادة اللواء عيدروس من قبل الإمارات او السعودية او أميركا دون سواه من المحافظين الجنوبيين الاخرين إنما هو دليل واضح للعيان وممن يحاولون التقليل من شأنه وأدلة دامغة على ان هذا الشخص يتم التعامل معه على اساس انه قائدا لكل الجنوبيين ومحل إحترام واسع تخطى الحدود الفاصلة التي تربط المحافظات الجنوبية ببعضها البعض بل قد تخطى حدود البلد ليصل إلى الدول الإقليمية والعربية وحتى الغربية،وهذا مايراه جميع المبصرون حيث انه يشكل مصدر قلق للشمال وبعض الدول في إمكانية إعادة ترسيم الخطوط الجغرافية على الخارطة السياسية بين الشمال والجنوب على ما كانت عليه قبل إعلان 'الوحدة' المشؤمة في العام 1994.
وأنا هنا لست مدافع عن سيادة اللواء عيدروس بقدر ماانا ادافع عن الشرفاء في الوطن الجنوبي والعربي وحتى الاجنبي وبقدر مادفعتني الغيرة المتباينة والمتناقضة مع اولائك القوم الذين يشككون في نزاهة الشرفاء وهم يفترشون مجالس القات بعيدا عن الاحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة والالغام المزروعة وبندقية القناصة المأجورين التي تنتظر فرصة اغتيال اللواء عيدروس وقتل حلم أبناء الوطن الجنوبي العربي مع بداية اقترابه من ان يصبح حقيقة.
التعليقات على الموضوع