دعوا العطاس وشأنه .. كفى شتيمة
دعوا العطاس وشأنه .. كفى شتيمة
بــ… فارس الحُسام
عندما تخوض البحر المُتلاطمة أمواجُه وأنت لست بحّاراً وليس لديك معرفة بمواسم البحر ومساراته .. حتماً ستغرق من أول 100 متر تدخلها في مياه البحر .
السياسة أكاديمية عريقة لمن يمتلك الحِس الفكري البحت والنظرية الملائمة لكل ظرف سياسي مُعاش .
كذلك السياسة كبداية هي مدرسة فنية وصورية إبتدائية لمن إلتحق بها تطفُلاً وحُب إستطلاع أو لمن قرر أن تكون هي قِبلتُه التي يحجُّ إليها كل دقيقة يسعى لتطويعها .
فلا يُعقل أن تكون قيمة العدد صفر على اليسار أكبر من قيمة العدد صفر على اليمين .. فما بالكم في أن نُقارنه بالعدد مائة ويأتيك أحدهم محاولاً عبثاً أن يقنعك بأن صفراً على اليسار أكبر من العدد مائة .
كذلك هي مدرسة السياسة الفكرية والثورية العريقة عندما يأتيك مُستهوٍ لسطحيات وفُتات السياسة ويُقيّم تلك المدرسة دون أن يدخل باحتها الخارجية .
ثم أن هنالك لكل خيلٍ خيّال .. وكل خيل جامحة لايُروّضها إلّا فارس .. وشتّان بين فروسية الفارس ومحدودية السائس .
وهذا الحديث لي ولكم جميعاً يامن شمّرتُم هواتفكم صراعاً مع أنفسكم حول حديث دولة الرئيس العطاس مؤخراً .. فلا هجومكم قزّم العطاس ولا دفاع الآخرين رفعه .. الرجُل يقول لكم أمسِكوا بسفينتكم التي لازالت تتسع للجميع قبل أن تركبوا القارب الذي سيغرق بالجميع .
وليكن الجميع على علم أن معظم الذي يحدث اليوم لصالح الجنوب وصفقتم له سبق وأن وضعه العطاس في رؤيته السياسية التي قدمها لنا قبل سبعة أعوام من الآن ورفضتموه آنذاك وقلتم فيه ماقلتم .
لست هنا ممن يدافع عن العطاس أو حتى يعرفه .. ولكن مجرد رأي أقوله أن كلام الرجل يستحق منا الإهتمام البالغ لأن العناد لايُكسب سوى الغرق في بِركةٍ من الوحل .
الكل يعرف أن هنالك نوراً في أعلى الجبل .. ولكن الجميع يمتنع عن صعود الجبل ممسكاً بمن خلفه خوفاً من الإنحدار والوقوع نحو الهاوية .. في هذه الحالة دعوا الخِرّيت يتقدم الطابور حتى يصل بنا إلى قمة الجبل حيث يقع النور .
* الخِرّيت : هو العالم بمنحدرات الجبال ومنعطفاته .
التعليقات على الموضوع