صرخة جريح*
تقدم الينا الاخ الجريح وقلوبنا تعصر الم على ما وصلنا
اليه من ذل وهوان وان يستجدي الاخوان الجرحى
: صرخة جريح*
إشارةً للموضوع أعلاه، أنا الجريح/ "عمرو قاسم حسن محسن"، قدمت لمقر صحيفتكم الغراء؛ لأناشد مكتب شؤون الجرحى في العاصمة المؤقتة عدن، ممثلًا بالوكيل "علوي النوبة"، لإنها معاناتي الطارئة، فعيني مصابة بشظية من جراء (مقذوف لمليشيات الحوثي) وهي كل يوم عن آخر، في تدهور مستمر، وكل تأخر قد يتسبب لي بالعمى الكلي، حتى للعين السليمة، وهذا أمر لا يرضي الله ولا رسوله، ولم ألجأ هنا للمناشدات المتكررة إلا بعد نصائح الأطباء بسرعة السفر للعلاج، وقد استنفذت الحيلة كليًا، وفقدت كل ما أملك، إذ أنني سافرت في المرة الأولى لدولة الهند، على حسابي الخاص وباعت أسرتي كلما يمكن أن يتم بيعه، لقاء سفري، وخسرت ولدي تقارير وفواتير تلك الخسارات، وكل ذلك حتى لا أنتظر طويلًا وقد أفقد نظري وأنا أنتظر موعد سفري، والآن علي العودة مجددًا لاستكمال مراحل العلاج، ولا أمتلك وأسرتي شيئاً لأبيعه هذه المرة، وليس لي إلا أن أتسول من قيم (الرأفة والرحمة) لأقدمها قرابين، لعلكم تعجّلون في تخليصي من هذا الهم والظلام الذي أعيشه، كالسجين في داخل جسد مظلم، فهل للقيم الإنسانية مصارف نصرفها لكي نأخذ تذاكر سفر للعلاج في الخارج..؟!
أناشدكم الله والوطن الذي سالت دماءنا على تربته، أن تقوموا بما عليكم القيام به، وحاشا أن نصفكم بالمقصّرين، إنما.. تعاملوا معنا كما لو أننا أولادكم حقًا، هل يا ترى لو أننا أولادكم ماذا كنتم تفعلون؟ هل كنتم يا ترى ستؤخرون علاجنا، أتساءل فقط فالحياة قصيرة!، هل ستنتظرون أكثر مما انتظرته أو تحملته أو دفعته، لا أقول هذا الكلام المرير، إلا بعد أن يئست، وأحسست بالبؤس يخترقني من كل مكان، والغُصة والعبرة تكاد تخنقني، ولا أكاد حتى أحتمل نفسي من شدّة تعثّري في هذه الحياة، فاعذروني وأحسوا بالحرقة التي تعتصرني وتنتزع النوم من عيني، لا شيء في هذا العالم أكثر بؤسًا من أن ننظر للحياة بعين واحدة، غطوا أعين أبناءكم بأيديكم ولو لوهلة فقط، لتروا النعمة التي فقدتها أنا، وأنا شاب في مقتبل عمري، ولا أرغب بتعويض ولا سفر لأحقق أحلامي كما يفعل الشباب في هذه الدنيا، كل طموحي أن أذهب للعلاج فقط، أحاول أن أستعيد ما جزءًا مما فقدت فقط، أريد أن يعود لي ولو قليلًا من النور، لعل الأمل يشرق بداخلي، فها أنا أتخبط وأصطدم بين الجدران، ولم أجد إلا قلة من الأيدي تمتدّ إلي، ها أنا ذا أمضي في رحلة الآلام والأوجاع المبرّحة، تائهاً بين الأشخاص، ومتخبّطًا من مكتب لآخر، أقدم ملفاتي وأوراقي في كل مكان يمكن أن أصل إليه، (أتسول علاجًا)، يآه، ما أصعب أن تقزّم أحلام الشباب الطامحين ذات يوم، لتصبح الأمنية علاجًا فقط، كم أصبحت أحلامنا متواضعة في هكذا واقع مرير؟!، وبالطبع لا أطالب أن أكون أفضل من بقية الجرحى، فهم كذلك مثلي لا حول لهم ولا قوة، ولا أحد يحس بهم مثلي، لأننا نشرب من كأس واحد، إنما حالتي طارئة ومستعجلة، وتستدعي التدخل الجراحي بأسرع ما يمكن، حسبما تقوله تقارير الأطباء، فالله الله بنا، الرحمة الرحمة، والإنسانية الإنسانية، هل من أحد يسمعنا..؟!!
يا رئيس الجمهورية ويا دولة رئيس الوزراء د/معين عبدالملك، ويا مكتب علاج الجرحى المدعوم من قوات التحالف العربي، أناشدكم الله وليس بعده شيء، أن تنظروا فيما آل إليه حالي، لقد انقطعت بي السبل، ولم أعد أبصر الحياة إلا بثقب واحد (عين واحدة)، مهدّدة في أي وقت بالانضمام لأختها المصابة، أستطيع أن أرى بالعين الأخرى أرى كمية التغزز في أعين الآخرين منها، وهي بالنسبة إلي كل شيء، ألا يليق بي أن أسافر لعلاجها؟، ماذا تراني أقول أكثر من ذلك، أم أنكم لا تحسّون بنا؟، أناشدكم الله ثم أعين أحبابكم، لعلكم تشعرون، وبالله الحول والطول، وهو لا شك يسمعنا إن لم تسمعوننا، وأنتم ولاة أمورنا ونحن رعاياكم..!!!




التعليقات على الموضوع