دعونا نعيش بسلام

طه منصر هـرهره

الحرب في اليمن شمالا والمزعومة بأنها ضد مليشيات الحوثي وصالح اصبحت لعبة سياسية وضحك على الذقون ومهزلة ما بعدها مهزلة "

كلامي هذا ليس تحريضي ضد التحالف ولا ضد الشرعية اليمنية وانما نشر الحقيقة التي يجب ان يعلمها الصغير قبل الكبير"

ستة عشر شهر مضت منذ بداية المعركة في الشمال وواحد وعشرون شهر منذ انطلاقة عاصفة الحزم اي سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام بما بأجمالي (608 يوم) وبمعدل ( 14،592) اي اربعة عشر الف وخمسمائة واثنان وتسعون ساعة حتى 6/12/2016 .

نعم حتى اليوم والحرب لم تنتهي بعد، برغم الدعم المالي والعسكري الهائل الذي يقدمه التحالف العربي لكن لم نسمع ولم نشاهد الا المناورات في تبة المصارية وجبل نهم وتبة المكلكل والبعرارة وصرواح والوازعية وميدي وكثير من التسميات التي سئم المواطن حتى من سماعها .

"الحقيقة مرة عند من لا يريد سماعها وهذا غير مجادل فيه" وجميل ان نصارح " بالأمس الرئيس اليمني السابق وحركة الحوثي يشكلون مجلس سياسي، ولم يستطيع التحالف ولا المجتمع الدولي صدهم "واليوم يشكلون حكومة انتقالية وغدا سيجرون انتخابات ويعلنوا برلمان"

وحكومة الشرعية التي تتنقل بين السعودية والإمارات وعدن لم تستطع ان تعمل شيئا لانها حكومة اوراق وسفريات فقط لا غير.. يعني وبالمختصر المفيد اللعبة دولية لتجزئة البلد وخلق الحروب فيه وعدم السماح للشعب بتقرير مصيره"

الشعوب دائما وابدا وفي كل زمان ومكان لا تريد الا الحرية والعيش بأمن وسلام ومحبة" بغض النظر عن اي مغريات كثيرة لن تدوم"

اليوم الحرب لازالت مستمرة في الشمال ولكن بدون حسم عسكري حقيقي وانما اهدار الاموال والسلاح وتقديم ارواح البشر كقرابين لحرب عشوائية ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل .

قد تبقى الاسلحة والأموال في تدفق مستمر من دول التحالف ودول عظمى ولكن سيأتي يوم تنضب او تنعدم فيه الثروة البشرية ،بعد ان تيأس من حرب طويلة ليس لها نهاية .

هناك قرارات وأمور لم يستطع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تمريرها ،لان القرار الفعلي هو للتحالف وللمجتمع الدولي وما هادي وحكومته والمسماة بالمليشيات وحكومتها ما هم الا أداة بيد البيت الدولي "لهذا فالحرب ان لم تحسم اليوم قبل غدا ستنتج معاناة ومن ثم حروب داخلية لا يحمد عقباها.

الذي يستنتج من كل هذا الكلام ان لا خيار غير خيار اولا "تحكيم العقل" ثانيا "الجلوس على الطاولة" ثالثا "وضع النقاط على الحروف " اي ان الحل هو تشكيل حكومتين حكومة شمالية وحكومة جنوبية لفترة قليلة بضع سنوات مثلا ومن ثم اعطاء حق الشعب في تقرير مصيره "

حتى يعيش الشعب بأمن وأمان وحرية وينهي الشعب معاناة ضلت لسته عقود متقطعة لم يجني منها الشعب الا الويلات والمآسي والحروب والفتن "

وان تكتب عدد من الاتفاقيات مع جميع اطراف الطيف السياسي اليمني الشمالي والجنوبي لكي تعزز الامن والمحبة بين دول الجوار وتضمن اي اعتداء قد يطال حدودها مستقبلا..

ونحن واثقون في تحكيم العقل فكفانا حروب وكفانا سفك دماء وكفانا اغتيالات" دعونا نعيش بسلام، لنكن بعيدين عن صراعات الدول التي تستخدمنا كأبواق لها" فالمال زائل وكلنا زائلون والوطن هو من سيبقى.