شبكه صوت الجنوب

ads header

لقد حقق الزبيدي بتشكيله المجلس حُلُماً جميلاً انتظر الجنوبيون طويلاً في تحقيقه

لقد حقق الزبيدي بتشكيله المجلس حُلُماً جميلاً انتظر الجنوبيون طويلاً في تحقيقه

حسن يافعي

وُلِد الحراك السلمي الجنوبي بريئاً نقياً  لم تلوثه يد استخبارات أجنبية، ذلك بحسب أقوال قيادات مؤسسة له، وبحسب قول كاتب سياسي عربي معروف. لكن مرحلتي نشأته وتصلب عوده شهدتا تدخلاً من أيادٍ خفية لدول خافت على نفسها ومصالحها من عودة الروح إلى تلك الدولة (المشاغبة) التي كان وجودها يثير قلق الإقليم (وربما العالم).

 

وفي اعتقادي أنه كان هاجس تلك الدول هو أن تعرقل(أو تؤجل) توحد الحراك في مختلف مناطق الجنوب حتى يتسنى لها توفير ضمانات بأن الحراك ودولته التي يطالب باستعادتها  لن يكونا عدوين مستقبلاً، لاسيما وأن جُل قيادات الحراك (حينها) كانت محسوبة على النظام الحاكم قبل الوحدة في الجنوب.

 

عبر مراحل نشأة الحراك السلمي جرت عدة محاولات لتشكيل حامل سياسي لقضية شعب الجنوب العربي، لكن كلها، للأسف، لم تحقق النجاح المرجو، بل ويمكن القول بأنها باءت بالفشل. والمؤسف في هذا الأمر أنه إثر كل محاولة لتوحيد الصف الجنوبي يتعمق الشرخ وتتسع الهوة بين قواه، حتى تلك التي تضع التحرير والاستقلال هدفاً لها.

 

وعندما أعلن الزبيدي مبادرته لتشكيل الحامل السياسي الجنوبي قبل ما يقرب من عام لم تتفاعل كثيراً القوى والمكونات الحراكية وتركت مبادرة الزبيدي تطويها يد النسيان، أو هم كانوا قد ظنوا ذلك.

 

لقد نسيت قيادات الحراك ومكوناته أن الزبيدي جاءت به دول التحالف (وربما كان ذلك بضوء أخضر دولي) من جبال الضالع الشامخة والأبية لتحقيق  هدف كبير، أكبر من إدارة مدينة.

 

وبسبب عدم  التفاف قوى ومكونات الحراك السلمي الجنوبي حول دعوته، وهي المعنية الأولى بها، صدع مرة أخرى بدعوته، وأتبعها مباشرة بتشكيل المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي.

 

كان إعلان الزبيدي تشكيلة المجلس الانتقالي في مليونية تُعد من أقوى وأروع المليونيات التي  نظمها الحراك السلمي الجنوبي. وتبعت تشكيله مليونية أخرى أقوى في زخمها من سابقتها، رغم الفاصل الزمني القصير جداً بينهما، لقد نُظِمت تلك المليونية(الأخيرة) تأييداً للزبيدي ومفوضةً المجلس لتمثيل شعب  الجنوب.

 

بدأت بعض الانتقادات والمعارضة تظهر بعد الاعلان عن تشكيل المجلس، وكان الأحرى بالمنتقدين والمعترضين الوقوف معه ودعمه وسد أية ثغرات أو نواقص قد تكون رافقت تشكيله.

 

لقد حقق الزبيدي بتشكيله المجلس حُلُماً جميلاً انتظر الجنوبيون طويلاً تحقيقه، وكان مطلباً مهماً وضرورياً، لاستثمار واستكمال نضالهم.

 

كان، ومايزال على المنتقدين والمعترضين مد أيديهم للمجلس ودعم جهوده التي ستقود، حتماً، إلى تحقيق ذات الهدف الذي ينشدونه وتنشده غالبية الجنوبيين. . إنه هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية على كامل ترابها.

 

ليست هناك تعليقات