شبكه صوت الجنوب

ads header

حكاية قائد دبابة النصر الضالعية

يعِيل أسرته بكشك صغير:

حكاية قائد دبابة النصر الضالعية

❍ آه يا وطني.. أهكذا يعامل أبطالك.. آهٍ وألف آهٍ يا وطني.. كيف تنكّروا للأبطال.. عذرًا يا وطني.. فقد صَدَقَتْ المقولةُ القائلة:” الثورات يخطط لها الدهاة وينفذها الشجعان ويجني ثمارها (.............)..“!

❉ كتب/شايف الحـدي

• من هو المدفعي عمر عولقي..؟

❂ هو من أبناء منطقة الجليلة ــ الضالع خريج الكليّة العسكرية صلاح الدين تخصص (قيادة دبابات) الدفعة الـ15 بامتياز، والتحق بمدرسة القادة والأركان، وعمل بعد تخرجه في اللواء 25 ميكا (معسكر الذكرى العاشرة خرز)، في الساحل الغربي للعاصمة عدن، وتبوأ فيه قائد سرية دبابات، وفي حرب صيف 1994م تم إرساله من قيادة اللواء للانضمام إلى الكتيبة الـ11 دبابات معسكر عبود، تحت قيادة العميد/محمد مقبل الشعيبي، قائد الكتيبة آنذاك، وتولى قيادة سرية دبابات فيها، وكانت هذه الكتيبة متواجدة في 94م شرقي مديرية الملاح/ردفان، وكانت سرية عمر العولقي، أوّل سرية تقتحم معسكر الكبسي الشمالي وواصلت الهجوم لتعقب فلول الهاربين من لواء الكبسي باتجاه منطقة الحرور/أبين وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وأُصيب داخل دبابته بوادي الحرور بعد أن تم تدمير دبابته التي كان يقودها بقاذف مضاد للدروع واحترقت وخرج منها مصابًا بجروح بليغة، ليعود بعد أيّام ويشترك في معركة العند في منطقة زائدة والشقعة وشارك بفعالية بمعارك صبر تحت قيادة الشهيدين العميد/محمد قاسم الشعيبي وشقيقه العميد/حسين أحمد العولقي، وواصل القتال تحت قيادة الشهيد البطل اللواء/جعفر محمد سعد، قائد محور عدن آنذاك حتى اللحظات الأخيرة لاستشهاد والده البطل أحمد مسعد العولقي، رحمه الله.
وكان الفدائي عمر عولقي، نموذجًا للمقاتل العنيد الشجاع الذي أذاق العدو مرارة الهزيمة، وقدّمت أسرته في تلك الحرب الظالمة على الجنوب ثلاثة شهداء...
وفي الحرب الأخيرة قدّمت أسرته شهيد وجريحان، وأظهر هذا المحارب قدرة وبسالة القائد الجنوبي على مواجهة الصعوبات والتحديات والإصرار والعزيمة، وهو من الأبطال الذين سطّروا تاريخهم بأحرفٍ من نور بما قدّموه خلال الحرب من أجل استعادة الأرض الجنوبيّة كرامتها، ومن أولئك الأبطال الذين استمروا بعيدًا عن الأضواء.
المدفعي عمر عولقي، قاد دبابة (النصر) بمعية زميله العقيد ــ محمود صالح طالب الزُبيدي، من معسكر الجرباء عصر يوم تحرير مدينة الضالع 2015/5/25م إلى موقع شحذ الاستراتيجي في الجليلة لإسقاط مواقع الأعداء بالقرب من تبة الخربة والبنك المركزي وساحة الشهداء والربدة ومواقع مفرق الشعيب المتفرقة وموقع جبل السوداء الاستراتيجي، وواصل هذا القائد تعقب فلول الغزاة على الشريط الحدودي ضمن سلاح الدروع للمقاومة الجنوبيّة حتى تطهير كل الأراضي من قبضة المليشيات والجيش الموالي لها، وعمر عولقي هو الشقيق الأصغر للقائد الكبير/هادي العولقي.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عاد بدبابته إلى معسكرها وفتح له كشك صغير في منطقته يعِيل به أسرته، في مشهد جسّد روح القائد الذي يحترم شرف مهنته العسكرية في زمن لم يُعدّ للعسكرية مكانتها وتقديرها..!
ويقول في حديث مقتضب:” إن دماء الشهداء الطاهرة التي روت الأرض الجنوبيّة كانت نبراسًا أضاء لنا الطريق لتحقيق النصر المحتم على الغزاة وما حققته المقاومة الجنوبيّة في الحرب الأخيرة يتعدّى حدود الإنجازات العسكرية ولا أعتقد بأنهم سوف يتجرأوا للعودة مرّة أُخرى... “.
وهكذا كانت قصّتنا لهذا اليوم مع هذا البطل الصنديد عمر عولقي، وسوف نواصل توثيق ملاحم بطولات صنّاع النصر الجنوبي ممن عشقوا ساحات الوغى ليكتبوا المجْد والكرامة والعزّة، لوطن عشقوه عدد قطرات دمائهم.

ليست هناك تعليقات