شبكه صوت الجنوب

ads header

مرحباً بحزام الضالع ووداعاً للإنفلات الأمني

مرحباً بحزام الضالع ووداعاً للإنفلات الأمني

شبكة صوت الجنوب/خاص

فؤاد جباري : ١٠/ابريل/٢٠١٨م

    بعد ان وضعت الحرب اوزارها قبل ثلاثة اعوام، وبعد طرد مليشيات الحوثي وصالح من المدينة، تشكلت هناك جماعات مسلحة كلاً منها يدعي المقاومة، توزعت هذه الجماعات في كل أرجاء المدينة وتقاسمتها مربعات على طول الخط العام الى جانب تقاسم مباني المؤسسات والمنشآت  الحكومية.

    كان أمل الجميع آنذاك أن هذه الجماعات سيتم احتواءها سريعاً ضمن مؤسستي الأمن والجيش، إلا أن ماحدث هو العكس؛ تأخر ذلك الاحتواء من قبل الجهات المسؤولة الامر الذي ترك هذه الجماعات او المليشيات -ان صح التعبير-في وضع فوضوي كلاً منها يمثل نفسه ويتخذ قراره لنفسه حتى انه كانت تحدث هناك مصادمات في بعض الأحيان بداعي السيطرة على بعض أجزاء المدينة.

    ولهذا السبب -عدم الاحتواء السريع- باتت هذه الجماعات بلا قيادة عليا توجهها، والجانب الأهم انها أضحت بلا تمويل وهي بحاجة ماسة لهذا الأمر لتؤمن وجودها، فقرر البعض منها الانصراف من المشهد لإحساسه بما ستؤول اليه الأمور في المستقبل خصوصاً القيادات التي لديها خبرة سابقة اكتسبتها من الحروب الأولى وهي القيادات العسكرية القديمة... والبعض اتجه الى اقامة النقاط على الخط العام وفرض إتاوات على المركبات التجارية وغيرها إضافة الى استقطاب البعض من قبل تنظيمات وعصابات لاتريد الخير للضالع والجنوب عامة مثلما حدث في العاصمة عدن وغيرها من مدن الجنوب.

    فالجماعات التي اتجهت الى انشاء نقاط الجباية سرعان ما تطورت واصبح لها حلفاء واتباع حتى انها لم تعد تقتنع بالشيء اليسير بل أصبحت نقاط الجباية التابعة لها أشبه إلى حد ما بمكاتب تحصيل ضرائب تدر على القائمين عليها بملايين الريالات يومياً، وبات هذا الأمر سيد الموقف فكل جماعة تنافس الأخرى، وكل نقطة تابعة لجماعة أخرى تريد بالمثل بالرغم من الامتار القليلة التي تفصل بعضها ببعض حتى أصبح الوضع أشبه بواقع مُعاش، وحتى بعد أن تم أحتواء أفراد المقاومة ضمن مُعسكرات وألوية ظلت نقاط الجباية مستمرة بسبب الدخل اللا محدود الذي يعود على القائمين عليها بشكل خاص.

    وهكذا استمر الحال حتى باتت هذه النقاط تؤرق أمن المواطن بسبب ما تفرضه من جبايات وما يتعرض له فيها من إذلال إلى جانب كثير من الأعمال المخلة بالأمن التي تقترفها في وجه كل من يقف في طريقها بقوة السلاح، وصارت تقريباً هي من تتحكم بوضع الضالع لتدخل المدينة في فوضى أمنية وانفلات أمني غير مسبوق في تاريخها، أضف الى ذلك انتشار عصابات التقطع والسرقة والقتل والإغتيالات، الأمر الذي أثار الرعب لدى العامة وبات الجميع مستاءً من هذا الوضع ينشد الأمن ليل نهار بالرغم من وجود المعسكرات والشرط وغيرها من الأجهزة مؤخرا ًإلا انها كانت تكتفي بالإنطواء على نفسها وتغض الطرف في كثير من الإشكالات والأحداث لأسباب عديدة.

   وبعد أن أصاب المواطن اليأس من وجود الأمن، ظهرت قوات الحزام الأمني كمنقذ للوضع لتعيد الأمل إلى نفوس المواطنين، وباتت هذه القوات محل ترحاب من قبل جميع من ينشد الأمن الضائع، لتصبح حديث العامة في حلهم وترحالهم، مباركين لخطواتها ومصدر أملهم الوحيد في الحصول على أمن يخدم الجميع وللجميع لما رأوه فيها من انضباط ويقضة وحسن معاملة..

ليست هناك تعليقات