شبكه صوت الجنوب

ads header

لا تٌخَزِّنْ يا أبي !! ///////- /////- ///////// أعجبني جدا هذا الشعار ، وهوينتصب شامخاً في وسط منطقة القرن عند مدخلها الغربي ، يقابلك وأنت متجه في طريقك إلى مسجد محمد بن عمر ، والقرن هي ضاحية أو حيًٌّ من أحياء مدينة سيؤن

 شبكه صوت الجنوب |سيؤن

لا   تٌخَزِّنْ    يا  أبي !!  
///////-  /////-   /////////
 أعجبني جدا هذا الشعار ، وهوينتصب  شامخاً في وسط منطقة القرن عند  مدخلها الغربي ، يقابلك  وأنت  متجه في طريقك إلى مسجد محمد بن عمر ، والقرن هي ضاحية أو حيًٌّ من أحياء مدينة سيؤن  ، يتميَّز هذا الحي بمزارعه وبساتينه الخضراء ، في السابق قبل وصول الكهرباء  إلى وادي حضرموت ، يتخذه سكان أهل البلاد ، وهم سكان سيؤن  الأصليون  ، منتزها يقصدونه في أوقات الخريف أيام الصيف ، لهوائه الجميل ، لدرجة أنّ كثيرا من شعراء الوادي  تغنوا به ، ومن بينهم أبوبكر سالم بلفقيه ( ياالقرن  ياريتك تقع لي  سكن .......) معظم سكانه من العمال والفلاحين ، ولاسيما عمال البناء ، ويشتهر منهم الكثير كمعالمة بناء ويشار إليهم بالبنان كالمرحومَيْنِ  عوض سالم بارمادة ، هادي سالم الخديد وكثيرين  غيرهم  ، ومن أشهر الأسر القاطنة في حي القرن ، آل بارمادة ، آل الخديد ، آل بريك  آل السقاف ، آل خباه ،  آل سلمي ....... ، ويتصف أهل القرن بتدينهم  الشديد ، ومحافظتهم على العادات والتقاليد المفيدة التي نشأوا عليها ، ورفضهم  العادات الغريبة التي وفدت إليهم  بعد عام ٩٠ م ، كظاهرة تعاطي القات ، التي انتشرت بشكل مخيف جدا  في أوساط الشباب الحضرمي  كإنتشار النار في الهشيم ، وصارت تهدد قيم الأباء والأجداد ،  قيم الصدق  والأمانة  والإستقامة والجدية والشهامة، وغيرها من القيم . 
  وحيٌّ القرن  ليس مستثنىً ، فقد بٌلِيَ بعض شبابه بعادة تعاطي القات ، هذه العادة القبيحة المضرة صحيا  وإقتصاديا ونفسيا وجسديا ، وصاروا فئة معزولة ينظر إليهم الجميع في هذا الحي بإزدراء  وإحتقار ، وبأنهم  فئة شاذة خارجة  عمَّا عاش عليه آباؤهم وأجدادهم ، ومن الصعوبة بمكان  أن يٌرَحََّبَ بأحدهم  ، في حالة تقدمه خاطبا لإحدى فتيات الحي بغرض الزواج ، وهي ظاهرة تكاد تكون عامة بين جميع  سكان القرن  ، ممايدفع الكثير من هولاء الشباب البحث عن زوجة من خارجه .
 عادة تعاطي القات القبيحة انتشرت للأسف بشكل كبير  في البوادي والحواضر من حضرموت   ، وأخذت أسواق القات تنافس مفارش بيع الخضرة والفواكه  داخل المدن ، وشٌوًّهت َ  المنظر الجمالي  لهذه المدن  بتراكم مخلفات القات  ومنظر المخزنين . 
 وللقات تأثيرات على الإنسان بشكل عام تنحصر في قسمين : بدنية  ونفسية  . 
 التأثيرات البدنية  ( الجسدية )
سرعة ضربات القلب  وخفقانه وإرتجافه وزيادة ضغط الدم ،سرعة التنفس، إرتفاع حررارة الجسم ، زيادة إفرازات العرق ، إتساع حدقة العين ، إلتهاب الفم والمعدة ، الإمساك ، وهو من أهم أعراض تعاطي القات حيث يشكو منه كل ماضغيه ، تليف الكبد ،فقدان الشهية للأكل مما يجعل بنية المتعاطي ضعيفة ، فيؤثر ذلك سلبا على طاقتهم في العمل، فقدان الرغبة الجنسية وحدوث السيلان المنوي ( السلس)
التأثيرات النفسية ( العصبية )
الانتعاش المؤقت ،زيادة اليقضة ، الميل إلى التواصل الإجتماعي ، الثرثرة ،  زيادة  النشاط ، الهيجان والقابلية للتهيج،  القلق والأرق .  (( ماخوذ من كتاب : السياسة الشرعية في مواجهة تعاطي القات  في اليمن   د . هناء سالم باحميد ص ٦٥ ، أطروحات جامعية  الإصدار : دار حضرموت )) 
كما إن للقات تأثيرات إجتماعية  ، فمتعاطو القات حتماً يعيشون في إطار بيئة محدودة ، معزولين عن باقي أفراد المجتمع ، وبعيدين  عن أطفالهم وأسرهم ساعات طويلة ، ممايؤثر سلبيا عاى تربية الأطفال ، وعلاقاتهم داخل أسرهم . أضف إلى  ذلك أن مدمن القات  ، هذه المادة التي توصف بانها مخدرة ، قد يلجأ إلى استخدام  الطرق والوسائل  الغير قانونية والمحرمة للحصول على المال ، كالرشوة  والسرقة والإحتيال  والتقطع ، بل لايستبعد  أن  يلجأ إلى القتل ، ممايساعد عاى انتشار الجريمة في المجتمع ،  وضياع القيم والأخلاق وفساد النفوس . 
أمَّا الآثار الإقتصادية كثيرة ، لكنَّ  أهمها وأبرزها ، إنَّ  متعاطي القات ولاسيما محدودي الدخل منهم  ، يعجزون  عن الوفاء  بإلتزاماتهم وتعهداتهم المالية تجاه أسرهم  وأولادهم ، ممايعكس نفسه على استقرار الأسرة وتماسكها  ومستقبل الأولاد بشكل عام . 
  ولهذه الأسباب مجتمعة ، يحق للأبن  أن يطلب من أبيه ألاّ يخزن  ، حفاظا على صحته وتماسك الأسرة ومستقبله ، كمايحق للأب والأم أن يقولا  لأبنائهما لاتخزنوا ولاتٌلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، نحن في حاجة إليكم  والبلاد كلها محتاجة   إليكم ، وحضرموت في انتظاركم ، ومن حق الجميع محاربة هذه العادة القبيحة بكل الطرق الممكنة والمشروعة ، تبدأ أولاً  بإخراج بائعي القات من داخل المدن  إذا لزم الأمر بالقوة وتحريم البيع داخلها  ،   وفرض ضرائب تصعيدية ، لكن هذا للأسف يحتاج ألى  دولة حاضرة  بكل  سلطاتها  الأمنية والعسكرية والقضائية ، وهذا غير موجود ،  وهنا يأتي الدور الشعبي الضاغط  ، مع العلم أنها تجارة رابحة  وتلقى الحماية من قبل قوى متنفذة سياسية وعسكرية  .
الأستاذ / فرج عوض طاحس 
سيؤن / حضرموت

ليست هناك تعليقات