شراكة اكثر مما هي استعمار

شراكة أكثر مما هي استعمار

.

شبكة صوت الجنوب 

.

أصيل هاشم الهاشمي

.

لم يخطئ عيدروس الزبيدي حينما وصف حكم بريطانيا للجنوب العربي بالشراكة

فبريطانيا أستعمرت الجنوب العربي طيلة 129عام لم نسمع عنها أنها اعتدت على أي إمارة من إمارات الجنوب العربي وطمست هويتها وتاريخها العربي أو تمادت عليهم بقوة السلاح بغية استضعاف سلاطين الإمارات الجنوبية للخضوع لحكمها بل دخلت معهم في اتفاقيات الحماية مقابل المصلحة ولكم في اتفاقية السلطنه العبدلية خير دليل

نعم سنقولها شراكة ولما لا وهي بفضلها رسمنا حدودنا الجغرافية مع الدول الثلاث وبفضلها كسرنا زحف الإحتلال التركي الآتي إلينا من الشمال وبفضلها كسرنا الغزوا الزيدي للإمارات المحادية للشمال وبفضلها توحدت الإمارات الجنوبية جميعاً وكسرت الحواجز الحدودية فيما بينهم وصار المواطن الجنوبي يذهب من إمارته إلى الإمارات الأخرى دون أن يسأله أحد من أين أنت ولما دخلت عكس قبل تماماً

ليس هذا فقط ما عملته بريطانيا في جنوبنا الحبيب بل هناك الكثير والكثير منها توفير الخدمات الصحية والتعليمية بشكل أساسي وإقامة المصانع والشركات والمصافي النفطية التي بدورها استقطبت الكثير من الشباب العاطلين عن العمل  وسهلت وسائل النقل بين جميع الإمارات حيث قامت بشق الطرق سوى بين الإمارات الجنوبية بعضها ببعض أو داخل الإمارات الجنوبية نفسها بل إن في زمنها كانت كل إمارة فيها مطار والتي أصبحنا اليوم نتمنى تشغيل مطار عدن الدولي فقط وتوفير الخدمات اللازمة له دون أي معوقات 

 أيضاً قامت بحفر الآبار الجوفية في أكثر من منطقة من مناطق كل إمارة جنوبية  وشجعت المجال الثقافي والفني والإعلامي في الجنوب حيث بنت المحطات الإذاعية والتلفزيونية وأنشئت السينمات الفنية الثقافية في عاصمة الجنوب عدن وجعلت من جنوبنا الحبيب شعب حضاري ينافس البلدان الأخرى المتحضرة في العلم والبناء والثقافة حينما كانت بلدان الجزيرة العربية غارقة في مستنقع الجهل

هذا ما عملته بريطانيا للجنوب فماذا عمل الإحتلال اليمني له غير تدمير ونهب ما أنجزته بريطانيا طيلة حكمها للجنوب

فهل يعقل أن نوازي الإحتلال المتخلف عقليا وثقافيا بالمستعمر الذي حمى وبناء دولة عانقت البلدان العضمى بالريادة والتطور

 نقولها شراكة ولما لا فبريطانيا لم تتجرا على طمس هويتي الجنوبية ولم تفرض على ثقافتها الغربية ولم تقتلني لأسباب سياسية أو دينية أو عرقية ولم تدمر ما أنجزته لوطننا طيلة فترة حكمها للجنوب بل سلمته لقيادات الثورة الذين قاتلونها باعتبارها مصلحة وطنية تخدم مصالح الشعب الجنوبي فرحلت وجعلت لها بصمة طيبة في وطن ضلت فيه قرن وثلاثة عقود من الزمن الجميل عكس الإحتلال اليمني الذي طمس الهوية ودمر البنية التحتية ونهب ثروات البلاد وقتل العباد ودس فتنته الخبيثة في كل أرجاء الوطن وشق اللحمة الجنوبية وغذاء فتنته  العقائدية الطائفية المقيتة المنادية بهدر دمائنا وأموالنا بدعوة الكفر والإلحاد بغية تحقيق مطامع دنيئة بواسطة علماء الدجل والنفاق  فدمروا الجنوب أرضاً وأنساناً عند غزوهم له ودمرونه عند خروجهم منه 

فلو حسبنا عدد القتلى والجرحى الجنوبيين الذين قتلوا على يد الجيش البريطاني طيلة 129عام ما يتعدى قتلى الجنوب الذين قتلوا على يد الاحتلال اليمني في مجزرة المعجلة أبين

فمن العيب و  الإجحاف أن نحط الأول والأخير في خانة واحدة تحت مسمى الإحتلال ونحن نعلم حق اليقين الفارق الكبير