اللاحرب واللا سلم في اليمن ¡
اللاحرب واللاسلم في اليمن تخدم الإنقلابيين بدرجة أساسية حيث تعيش جبهات الحرب هدوءًا ، القرار الأممي كان واضحاً يخص فقط الحديدة ، ولكن نتساءل لماذا الجبهات الأخرى موقفة ؟ ممّا يساعد في إطالة أمد الحرب لصالح الإنقلابيين وسيساعدهم على إعادة ترتيب صفوفهم والإستعداد لجولات قادمة من المواجة ، وتخفيض الضغط عليهم ، ممّا يجعلهم يركزون على جبهات محددة ، وكسر شوكة أية مقاومة تقوم ضدهم في أية منطقة يحتلونها ،كما حصل مع قبائل حجور التي ظلت تقاوم بدعم جوي من التحالف وخذلان من الأرض من قبل جيش الشرعية المرابط في مأرب .
إنّ سقوط حجور وإنكسار مقاومتها ، شكل نصرا كبيرا للإنقلابيين ودرسا قاسيا لكل منطقة تنوي الثورة عليهم ، وهزيمة للشرعية والتحالف ولإسترا تيجتهما العسكرية التي أصبح حتما مراجعتها على ضوء الحقائق المرة التي. أفرزها هذا السقوط والخذلان من قبل هذه الجيوش المكدسة في مأرب والدعم الكبير الذي تتلقاه من قبل قوات التحالف العربي ، ووضع أكثر من علامة استفهام حول السر وراء تجميد هذه الجبهات ، ومن يقف وراءه ، وعدم نصرتها لقبائل حجور ؟ .
إن إطالة أمد الحرب في ظل غياب أية بوادر ونوايا لحل سياسي تبدو في الأفق وفعل دولي حقيقي ضاغط على الطرف الرافض والمعرقل ، يضع حدا ونهاية لهذه الحرب التي أكملت عامها الرابع وتدخل عامها الخامس ومع زيادة في معاناة المواطن ، تمكن الإنقلابيين من فرض الأمر الواقع وإعطاء شرعية لهم أكثر في الأماكن التي تقع تحت سيطرتهم ، في الوقت الذي تتٱكل فيه الشرعية ،وتعجز في حل الكثير من المعضلات والمشكلات التي تواجهها وخاصة في المناطق التي تحررت ، بل وتقف عاجزة عن مد يد العون والدعم لتلك المناطق التي أعلنت الثورة على الإنقلابيبن وتركتها وحيدة تواجه مصيرها المحتوم مع عدو غاشم لايرحم ، بسبب الفساد الذي ينخر جسدها والتسلط الحزبي على مركز القرار فيها .
ّ نخشى أن يأتي تجميد جبهات الحرب والعمليات العسكرية ضمن إتفاق غير معلن وسري بين أطراف سياسية في الشرعية والإنقلابيين الحوثيين ، بهدف إطالة أمد الحرب وابتزاز التحالف وتوجيه بوصلتها نحو الجنوب ، بدلا من حشد هذه القوات لإسقاط الإنقلاب وتحرير العاصمة من هيمنة الإنقلابيين ، حيث يلاحظ أنَّ ذالك يأتي مصحوبا بحملة إعلامية شرسة على الجنوب يشنها إعلام الشرعية وإعلام الإنقلابيين والقنوات الفضائية المتعاطفة معهما في توافق عجيب بينهما ، يوحي بأحتمال أن يكون هناك اتفاق وتقارب بين الطرفين ، ولاسيما بعد الزيارات الناجحة الخارجية لرئيس الإنتقالي والوفد المرافق له والتي نقلت القضية الجنوبية من الإطار المحلي والأقليمي إلى الإطار الدولي ، حيث وجدت تفهما من الدول المضيفة ، مصحوبة هذه الحملة الإعلامية بتحركات عسكرية مريبة من محور بيحان مأرب في إتجاه شبوة ، وحشود عسكرية في إتجاه الضالع بوابة الجنوب ، وزيادة ملحوظة في نشاط الخلايا الإرهابية في وادي حضرموت التي تستهدف أبناء هذا الوادي من منتسبي كتيبة الحضارم وقوات النخبة الحضرمية ، لكن هذه التحركات العسكرية ،بالتأكيد لن تجد مباركة من التحالف الذي سيرفض قطعا فتح جبهات جديدة للحرب لاتخدم هزيمة الحوثيين ومشروعهم الإيراني التوسعي في اليمن والجزيرة العربية ، كما إن الجنوبيين سيتصدون بقوة لاية قوات غازية قادمة من أية جهة كانت ، لتعيد الأوضاع إلى ماقبل عدوان 2015 على الجنوب ، وعودة لتلك الأنهار من الدماء والأشلاء لضحايا الأعمال الإرهابية والإغتيالات ، والتفجيرات التي كانت منتشرة والتي راح ضحية لها العشرات من المدنيين والعسكريين الجنوبيين .
نتمنى أن تكون فترة الهدوء التي تسود هذه الجبهات ، فترة مراجعة سلبا وإيحابا لأربع سنوات من الحرب ، ونحو خطوات جادة تفضي إلى سلام عادل دائم يُنْهِيْ أية توترات قادمة أو احتراب ، وبحيث يعترف الجميع بشجاعة بحق الجنوبيين في تقريرمصيرهم وتحديد مستقبلهم ، بعيدا عن لغة التخوين والتهديد والإملاءات لمشاريع مرفوضة كانت سببا لهذه الحرب المدمرة .
سيؤن / حضرموت
الإستاذ / فرج عوض طاحس
4 أبريل 2019 الخميس .
28رجب 1440 هجرية .
التعليقات على الموضوع