شبكه صوت الجنوب

ads header

*تمخض جبل العرب دهراً ليلد سلام معاق*

شبكه صوت الجنوب 


زيد المردعي
11 نوفمبر 2019

 لم يشفع بالامس للجنوبيون العرب المغدور بهم من قبل اليمنيون والمغضوب عليهم من قبل العرب تقديم وطنهم وثرواتهم قربانا" لآلهة القومية الاستعمارية مثلما لم تشفع لهم اليوم قرابين آلاف من شهدائهم وانهار الدمأ التي سكبوها تقربا" لهبل عروبتهم لكي يرضى عنهم ويكنهم سقف معبده المشقق الآيل للسقوط وتسندهم حيطان اخوته الهشة والذي يأبى فيه كيان بني العرب الممزقة اوصاله الا ان يتخلى عن اهم جزء في جسده هو الجنوب العربي الذي يمثل قلبه النابض  ورئته التي يتنفس بها ليصر الاعراب مدبرين على المشي في نفس طريق الغواية والضلال المؤدي الى جحيم عربهم ومهلكة زوالهم. 

قد يكون نتاج ماض جائر سافر بأحقاد ظلامه عبر بوابات الزمان ليوجه سلاحه لحاضر تأبى شمس حقيقة عروبته الجنوبية ان تغيب ولو لثانية واحدة .

ماض لم يكن للجنوب ذنب في خطاياه ولم يشارك حتى في صنعه ، ماض مفتعل تعمد فيه لوبي اليمن الى ابعاد الجنوب عن محيطه الخليجي والعربي لهدف استعماري بحت طمعا" في الارض والثروة والذي دفع بسببه الجنوبيون اغلى ما لديهم  كثمن لجرم لم يرتكبوه والذي لاتزال فاتورته سارية المفعول تدفع الى اللحظة .

 ماض هو فخ نصب للجنوب بإحكام وقع فيه الغبأ السياسي الجنوبي في شراك خطأ تاريخي قاتل سقط فيه الشعب والوطن ضحية في يد جلاد لا يرحم ذبحهما من الوريد الى الوريد وبلا تقبيل ، جلاد ضر الجنوب اكثر مما ضر من حوله ومحيطه .

وقد يكون حظ عاثر لحاضر تعيس محصلته  خمس سنوات من الجد والاجتهاد الجنوبي في ساحات وغى البطولة والفدأ بحثا" عن العدالة العربية الضائعة وتشريفا" لمجد كان تليدا" مشهود فصار بليدا" مفقود وردا" لاعتبار كرامة عربية هانت ومرغت في وحل الذل والخنوع  والذي لم يؤهله كل ذلك لدى بني عربه في الحصول على العلامة الكاملة رغم اثبات جدراة انتمائه واقعا" ورغم كونه مفتاح نصر عربي وحيد عنوانه صدق ووفأ في زمن الكذب والخيانة.    


خذلان وأي خذلان ترجمه واقع ضعف وهوان عربي رهن مصيره بيد طاغوت الصهيوعالمية يحرك قراره كيفما شاء في حاضر مهرت تربة عروبته وشبعت بالدم الجنوبي العربي الاصيل علها تنبت ارضه ذرة عروبة واحدة تثمر عن قرار عادل ينصف الجنوب ويمنحه استحقاقه ويوقف نهر نزيف دمه المستمر بدلا" من مطالبته بنزف اكثر لم ولن يروي ظمأ دراكولات بني العرب ولو حتى كان ذلك الدم تمطره سمائهم كماء غزير منهمر وتسيل ارضهم منه انهارا" فسينبت بكل تأكيد خذلان وانكسار عربي آخر .
.
خذلان تمخض فيه جبل التحالف العربي دهرا" ليلد على استحيأ حل معاق هو اشبه بجنين ناقص غير مكتمل النمو  لا يلبث الا ان يموت .

حل لا يرتقي لانصاف الحلول ولا حتى لارباعها ليبقى مجرد رؤية بعيدة كل البعد عن الحل والسلام ، رؤية كوفئ فيها الجلاد وعوقبت الضحية وانتزع حلم الجنوبيون وواقع استحقاقهم ليهديه لمن لم يكن يحلم به حتى من احتلال وادواته .

حل اطال من عمر احتلال الجنوبيون ومد طريق نضالهم أميالا" وحفه بإشواك ومخاطر بديل الورد والقبلات والزمهم بدفع ثمن اكبر هو اغلى واكثر عن ذي قبل ورهن قطف ثماره بتحرير العبيد من سجون اسيادهم .

 حل ترقيعي لصراع وجودي لا يقبل انصاف الحلول ولا يقبل القسمة على اثنان ، صراع بين موت وحياة ، صراع جرع الحياة حله الناقص كل اسباب موتها ومنح الموت كل اسباب حياته وفيه علا كعب الباطل ليتربع على عرش الظلم زاهقا" لسيف الحق والعدل.

حل فوضوي تدثر بغطأ السلام ليمنح المتحاربين الاعداء ذو المشاريع المتضادة استراحة محارب فقط ليس الا يستأنف بعدها نزالهم مجددا" على حلبة الموت والدم لاجل الارض والثروة جنوبا" .

حل سمي سلام لكنه يحمل في يده رصاصة بدل غصن الزيتون وفي الاخرى أشلأ بدل الحمائم ، 
سلام هو غير كل سلام ، سلام بنكهة الباروت والدم .

سلام تفرضه مصالح العالم وادواتها الصهيويمنية  ولا ينشده اصحاب الحق ولا يلبي ادنى تطلعاتهم ، سلام اجبر فيه الجنوبيون على احتسأ سم الاحتلال واليمننة في عسل التمكين والاستقلال.

سلام  يستهين بتضحيات شعب هرم نضاله وشاخ انتظارا" لليوم الموعود ، سلام ينتقص من حق الجنوبيون المشروع والمكفول من سابع سماء في استعادة وطنهم المستقل والعيش اعزة احرار بأمن وسلام على تراب ارضهم كباقي شعوب العالم
 
سلام جعل من قضية حق ورقة ابتزاز وضغط ومقايضة تستخدم للتكسب السياسي ،
 سلام على خطى الماضي والحاضر يفخخ المستقبل ويملئ سمائه مآتم وحزن ودموع.

سلام اللا سلام سيجعل من المحال ممكنا" في لغة المصالح ليجمع من كل شيء وضده ، وبعصأ سحر قانون الوهم والعبث سيجبر الضدان  على التعايش معا" تحت ظل سقف وطن ومشروع واحد،  كذلك سيفعل مع الحرب والسلام ، الاستقلال والاحتلال ، الخير والشر ، الفساد والنزاهة ، الارهاب والاعتدال ، الحق والباطل والذي حينها ستعلن قيام ساعة انتهإ صراعهما .

سلام علم فيه الجنوبيون ان التحالف لم يأتي لحل قضيتهم او لاعلان دولتهم بل جاء لدحر الخطر الايراني المهدد لامنه ومصالحه وانها الانقلاب على دولة الشرعية اليمنية المحتلة للجنوب والمعادية للتحالف لكن بالمقابل مادام وصراع اطماع القوى الاستعمارية وادواتها اليمنية محتدم على الجنوب وثرواته فالتحالف معني بتحصين هذه الرقعة الجغرافية الجنوبية الهامة من خطر الاصابة بأمراض سرطان ولاية الفقيه والمرشد المعدية العابرة للقارات التي سيسرطن عدواها جسده لتعله اذا لم يحسن التصرف باتباع طرق الوقاية السليمة بعزل الجسم السليم عن المعتل خصوصا" وان الجنوبيون صدقوا مع التحالف وأوفوا وضحوا ومن باب رد الجميل وانصافا" لهم يفترض على التحالف استخدام ثقله الدولي لتحريك عجلة الشارع الاقليمي لمساندة ودعم استعادة الجنوبيون لدولتهم المحتلة من قبل اليمن منذ 94 من خلال المطالبة بتفعيل قرارات الامم المتحدة بهذا الشأن لا ان يرسخ التحالف مشاريع احتلال اليمن لدولة الجنوب ويجبر شعبها على مشاركة مشاريع احتلال ارضهم بإتفاق يعتبر من ناحية هو اول وثيقة دولية تعترف بمشروعية قضية الجنوب وتعترف بممثلها السياسي الجنوبي الخالص المجلس الانتقالي بعد عقود من التغييب ووأد الاحتلال اليمني لها والذي يعتبر انجاز لكنه ليس بمستوى الطموح  وهو خطوة اولى حقيقية صحيحة يخطوها الجنوبيون  في طريق خلاصهم وانعتاقهم  ومن ناحية اخرى يعتبر هذا الاتفاق اول وثيقة رسمية بعد حرب الانقلاب على دولة الجنوب عام 94 تشرعن الاحتلال وتعترف به وتشاركه مشروع احتلاله للجنوب .
 

نعم هو سلام يحتمل امران :

*اما ان يكون الاتفاق هو كل مافي جعبة التحالف للجنوبيون وعليه سيؤول الحل النهائي مع ضم قوى الحوثي وعفاش الى جانب شرعية الاخوان والانتقالي فيصادق عليه المجتمع الدولي ليذهب اليمن الى حكم ذاتي للجنوب ومثله للشمال.

  *واما ان يكون هناك وراء الاكمة ماورائها بين التحالف والانتقالي ليكون هذا اتفاق مرحلي على طريقة المبررات تبيح المحضورات والغاية تبرر الوسيلة لحاجة في نفس الانتقالي والتحالف قضياها سيلبي تطلعات الجنوبيون مستقبلا" لكي يتقبلوا مكرهين  مرارة تعايش حاضر الشراكة مع المحتل لتحقيق اهداف مستقبلية والذي لن يعفيهم من التقبل الدائم لتسويات مصالح المجتمع الدولي ورغبة حلفائه اليمنيون المفروضة اجبارا" في حال تجاهلت تلك التسويات القرارات الاممية لعام 94 الخاصة بالانقلاب على دولة الجنوب وعدم مطالبة الجنوبيون بتفعيلها والذي سيضمن لهم العودة الى وضع ماقبل عام 90 او عدم فرضهم لواقع آخر على الارض يجبر المجتمع الدولي على التعامل معه والاعتراف به.

سلام ان كان عنوانه الامر الثاني فخير مافعل تحالف العرب  وفاز وافلح وان كان عنوانه الامر الاول فشر مافعل وخاب وخسر ليبقى مجرد حل وسلام عاد فيه الجنوب بعد غياب مفتعل الى ديار عروبته فوجد كل العرب راحلون عنها .

اخيرا" الحل والسلام جناحي خير لن يحلقأ به ولن يتحققا الا متى ما اقترنا  بحق وعدل ومشروع ارادة تحولهما من مجرد نظريتان الى واقع معاش ، 
كذلك يبقى الحل والسلام مجرد نظريتان يتحولان الى وهم وعبث وفوضى اذا ما اقترنا بمصالح واجندات قوى الشر والظلام .

الا تبت يدا حل لا يحل صار مشكلة
وسلام لا يسلم من شره احد
وتبت يدا صانعيهما.

ليست هناك تعليقات