شبكه صوت الجنوب

ads header

(( من سيكون السّراج هنا ؟! ))

شبكة صوت الجنوب 
 

   * مَن يتأمل خارطتنا اليوم ، وهي طُبخت على نارٍ هادئةٍ ، وخاضت فيها خمس سنوات ونيف ، خلالها رسمت تموضع قوىً متضادة / متداخلة يجثمُ كل منها على حيزٍ ما من البلاد ، وهي الحوثيٌ والإخوان والإنتقالي ، ومايمكن تسميته مجازاً بجيش الشرعية ، كألوية العمالقة وشراذم الجيش المكني بالوطني ، وقوات طارق عفاش ، أي أن المشهد هنا يتماهىٰ كثيراً والصورة في ليبيا وسوريا . 

   * هذا يقطع بأن مُعد سيناريو الأحداث هنا هو خارج الحدود ، وبالنّبش في نشأة الإسلام السياسي وكياناته المتعددة ، وبالطبع نواتها الإخونجيين ، فقد تغوّل هذا النموذج في الثمانينات ومابعدها ، وذلك بعد رؤيةٍ قدمها المفكر الإستراتيجي الإمريكي ( برنارد لويس ) الى صانع القرار الإمريكي في عهد ريجان ، وهي تلخصت في إنشاء المدارس الدينية المتطرفة التي تبثٌ الغلو في نفوس الشباب ، ومذّاك الى اليوم هاهم جحافل في دولنا العربية والإسلامية .. 

   * الحرب خارج الحدود ، وهذه كانت تنهض بها القوات المجوقلة وعساكر البحرية وخلافه ، وهي مُكلفة ، كما خسائرها البشرية كبيرة ، لكن اليوم يتم هدم الدول المستهدفة عبر حروب الجيل الرابع ، أي الحرب والغزو من الداخل ، وبيادقها هم المرتزقة والمنشقين وجماعات الإسلام السياسي التي أنشأها وموّلها الغرب في بلداننا ، فهم من يطحن جغرافيتنا اليوم ويشرذمها . 

   * بالأمس توعّد الإخونجي حمود المخلافي السعودية والإمارات بالويل والثبور في اليمن ، جاء هذا في خطبته في جامع أيا صوفيا في تركيا ، وخلالها رحّب بمن سمّاهُ حفيد السلاطين أردوغان ومشاريعه في سوريا وليبيا واليمن ، مع أنّ السعودية والإمارات دعمتاه كثيراً بالمال والسلاح بداية الحرب هنا ! هذا يرسمُ علامة إستفهام كبيرة جداً بحجم الإشكال المعقد في جغرافيتنا .

   * بقيَ أن ننتظر إعلان ( سرّاج ) اليمن عن نفسه ، وربما توقّع البعض أنه الميسري أو الجبواني ، فهما بارزان اللحظة ، لكن الواقع يشير الى أنهما بوهيميان نَزقان وكثيرا الجعجعة ، وسيؤول مصيرهما كالمتأسلم الليبي عبدالحكيم بالحاج ، فهذا ملأ الدنيا ضجيجاً وصخباً مع بداية الإنفجار الليبي ، واليوم أفلَ نجمه بإيماءةٍ من العرّابين الكبار ، فدورهُ إنتهىٰ ، والمخلافي خيال مٱته ، ولم يبقَ إلا الجنرال الدموي علي محسن بسحنتهِ الجَهمة ، فهو من سينفض عنه دور رجل الظل الذي تقمّصهُ طويلاً ، كما هو مُحبٌ للبيئة المُعفّرة بغبار الحروب والدماء والجثامين ، وهذا ميدانه وأوٱنه . 

   * أشعرُ بثقل العبئ الذي تنؤُ به كواهل مفاوضينا وقادتنا في الإنتقالي في الرياض وحتى هنا ، وبالقطع هم ملمين بخفايا المشهد ودقائق تجلياته الجهنمية ، وهذه لا يقف عليها القطاع الأوسع من شعب جنوبنا ، فهم يغرقون في فضاءات اللغط والنقاشات الدونكيشوتية على الفيس والواتس ٱب ، وهم إذا إنطفأت الكهرباء زأروا : أين الإنتقالي ؟! مع أن الرجال إزاء مهمة تنؤُ بحملها الجبال ، لأنّ مسألة إخراج جنوبنا سالماً معافاً من المعمعة الكارثية في القادم من الأيام هي عسيرة وشاقة ولاشك .. أليس كذلك ؟! 

     ✍ علي ثابت القضيبي 
    الخيسه / البريقه / عدن .

ليست هناك تعليقات