دعوة لتحكيم العقول

دعوة لتحكيم العقول

كتب  أنيس الشرفي

أينما ذهبت تجد النفوس مشحونة والأعصاب متوترة والقلوب قلقة جراء الوضع العام الذي تعيشه البلد والناشىء عن الحرب وتبعاته على الأمن والمعيشة والخدمات والتنقل والإقتصاد والعلاقات الإجتماعية وذلك ما تسبب بظهور جماعات مسلحة تمارس القتل والنهب والتدمير وتهدد الأمن والسلم المجتمعي، كما تسبب بنشوب العديد من الخلافات القبلية والقضايا الإجتماعية والتي أصبح بعضها يتعاظم ويكبر يوما بعد يوم دون أن يتم الإهتمام بمعالجته ودرء خطره قبل في أن يستفحل ويصبح وليمة دسمة يستغلها مؤججي الصراعات لتمرير أجتداتهم وتصفية اعدائهم فيكون من السهل لهم أن ينتزعوا منكم باختلاف واقتتال بعضكم ببعض ما لم يستطيعوا انتزاعه بالحديد والنار ودون أن تراق منهم قطرة دم واحدة.

وأزاء ما أسلفنا ذكره هل أصبح بإمكانكم التنازل لبعضكم والتسامح فيما بينكم وإصلاح خلافاتكم والتسامي فوق الآلام والجراح ؟؟؟

فمهما بدت لكم خلافاتكم عظيمة فما ينتظركم إن لم تداروها وتجمعون شتاتكم ستجدون أنفسكم أمام أهوالا عظيمة تغرقكم جميعاً في مستنقع الذل والمهانة والصراع الدائم والذي أصبح الجميع ينذر ويحذر من الإنزلاق إليه خصوصاً وأن كثيراً من المؤشرات الدالة على ذلك قد بدأت تطفو على السطح ، والذي إن لا قدر الله وحدث ذلك حينها سيتمنى أحدكم لو أنه تسامح مع مجتمعه وشد عضده بأخوانه متساميا فوق الآلام والجراح.

فهل آن الأوان لنا أن نسارع لتحكيم العقول ونتعاون جميعاً لدرء المخاطر ونزع فتيل الفتن قبل اشتعالها واستفحال أمرها  والعمل بكل جهد لوأدها في مهدها طالما وما زال في الوقت سعة لتحقيق ذلك إن صدقت النوايا وتظافرت الجهود ؟؟؟

#همسة_أخيرة
وضع البلد لم يعد يحتمل المناكفات والجدال العقيم بل أصبح بحاجة لرجال صادقون يشمرون سواعدهم ويبذلون مجهوداتهم بصدق وإخلاص لإصلاح الوضع وتدارك ما يمكن تداركه قبل الإنزلاق في منحدر التمزق والضياع.