شبكه صوت الجنوب

ads header

"جبهة الإعلام الحربي"..سلاح الجنوبيين النوعي في معركة التحرير والإستقلال.

شبكه صوت الجنوب

تقرير / محمد مرشد عقابي:

لطالما شكلت الكلمة والصورة الإعلامية سلاحاً نوعياً يسهم في صنع التحولات والإنجازات والإنتصارات الحربية التي تحرزها القوات العسكرية اياً كانت قبل وخلال وبعد عمليات التمهيد بالنيران والقصف والإقتحام وعند خوض غمار المعارك المصيرية الكبيرة.

واصبحت نظريات التأثير الإعلامي التي وضعها المفكرون في الغرب بين الحربين العالميتين الأولى والثانية وما بعدهما من أسس وقواعد التخطيط النظري لقادة غرف العمليات الحربية منذ ان أرسيت نظرية "الدعاية البيضاء" المحفزة للأنصار و "الدعاية السوداء" الزاحفة خلف خطوط العدو مروراً بعدة مراحل ووصولاً الى المادة الإعلامية الجاهزة التي تؤثر إيجاباً على معنويات المقاتلين وتزرع الرعب في نفوس الخصوم.

منذ إنطلاق حركة الكفاح المسلح "المقاومة الجنوبية" عام 2015م، اظهر الإعلام الحربي الجنوبي في جميع الجبهات احترافية في الأداء واستطاع ان يواكب مجمل الأحداث على الساحة العسكرية والأمنية، حيث رافقت عدسات مصوري الإعلام الحربي الجنوبي وقائع التقدمات والمآثر البطولية التي اجترحها رجال المقاومة وأبطال القوات المسلحة الجنوبية والأمن في مختلف ساحات الشرف والكرامة ذوداً عن الأرض والعرض، ووثقت تلك العدسات أروع اللقطات والمشاهد المباشرة والحية التي تثبت الإنتصارات التي يحققها ابناء الجنوب وكيف يتصدوا للعدو اليمني المتغطرس ويكسروا زحوفاته، اظهرت عدسة إعلام الجنوب الحربي بأس المقاتل الجنوبي وقوته وصلابته وشجاعته المتناهية في كسر شوكة الأعداء وفي الدفاع عن ثوابته التي لا يساوم عليها وهي "أرضه وعرضه ودينه".

أدركت قيادة المقاومة والقوات المسلحة الجنوبية والأمن ممثله بالمجلس الإنتقالي الجنوبي أهمية الصورة والكلمة والعدسة التي توثق تفاصيل الأحداث العسكرية وضرورة ان تكون العدسة برفقة البندقية والمدفع في معركة الدفاع عن الوطن، فما كان منها إلا ان حركت فرق إعلامية محترفة في هذا المجال المقدس ووفرت لها الوسائل الفعالة للقيام بالمهمة فكان الدور لرجال الإعلام الحربي في قول كلمة الفصل ومواكبة مشروع التحرر والإستقلال في مختلف ساحات الوغأ.

من هذا الجيش الذي يحمل أبطاله لواء الكاميرا والقلم يبرز مركز الإعلام الحربي لمحور محافظة الضالع بقيادة الزميل العزيز الأستاذ "محمد مقبل أبو شادي"، هذا المركز الذي واكب منذ الوهلة الأولى حرب المقاومة الجنوبية ضد مليشيات الحوثي اليمنية المدعومة من إيران التي حاولت التوغل في اجزاء من هذه المحافظة الحرة الأبيه، ولا يزال حتى اليوم يواكب مجمل الأحداث والإنتصارات التي تصنعها القوات المسلحة الجنوبية والأمن بمختلف جبهات المحافظة ضد العناصر الإجرامية والإرهابية اليمنية فهذا المركز يستحق كل الدعم والإهتمام ولكوادره منا كل الشكر والتقدير على جهودهم الجبارة التي يبذلونها في هذه المضمار الوطني.

وتألق أبطال جبهة الإعلام الحربي في محور محافظة الضالع وطوروا من أساليبهم الإحترافية في مواكبة الحدث ونقل حقائق مايدور بتفاصيلها الدقيقة، واظهروا التميز والتفرد في الأداء عبر إلتقاط عدساتهم لكل شاردة وواردة ومرافقة كاميراتهم لأرتال الدبابات وبطاريات المدفعية مروراً بعدسات تصوير مشاهد الفيديو الحية الموضوعة على خوذ عناصر قوات الإقتحام الجنوبية الى ان بات جهاز الإعلام الحربي في هذا المحور مصدراً لكل هذه العمليات تتناقله المحطات المحلية والعربية والدولية وحتى الوكالات العالمية التي تبث منه الفيديوهات والمشاهد الممهورة بلوغو الإعلام الحربي.

في المعارك التي ماتزال تخوضها القوات المسلحة الجنوبية والأمن ضد العناصر اليمنية الإرهابية ويشهدها محور محافظة أبين بين الفينة والأخرى، أكملت قيادة غرفة العمليات إستراتيجية الرقي بالجانب الإعلامي، فكانت غرف عمل الإعلام الحربي في هذا المحور كخلية نحل ملاصقة لغرف إدارة التخطيط والسيطرة وإدارة التحكم بالنيران، تلك الغرف التي تدار عن طريق طاقم عمل متخصص على أعلى درجات الكفاءة والإقتدار، يقف عليه ابطالاً يلتقطوا المشاهد الحصرية وعمليات تحرير الأرض النوعية ودحر العدو وتكبيده الخسائر وإغتنام آلياته ومعداته وأسلحته بعدد من المواقع والتباب في جبهات هذا المحور القتالي المختلفة.

البعض من رجال الإعلام الحربي الجنوبي مخضرمين في هذا المجال تراهم قد غزاهم الشيب وامتلأوا خبرة وحكمة وبصيرة يضاهون خريجي الجامعات ويوازوا اختصاصات الإخراج والغرافيك والتصوير والصحافة صقلتهم التجارب والحروب، هؤلاء الرجال الأوفياء اعتمدوا في رحى هذا الميدان الشريف بالدرجة الأولى على توثيق وصايا المقاومين قبل الهجوم والسير مع التقدمات في رحاب ساحات البطولة، فمنهم من ظل يحمل بندقيته بيد بينما تحمل يده الأخرى كاميرا توثق لحظة الإنطلاق والبدء في ركب المعركة والهجوم والإقتحام صوب مواقع الغزاة واوكار الإرهاب، وهناك الكثير من مصوري الإعلام الحربي الجنوبي منذ إنطلاق معركة التحرر والإستقلال عام 2015م سقطوا شهداء وجرحى ليبقى إرثهم النضالي والثوري الذي تركوه ورائهم خالداً يشهد على عظمة ما اجترحوه من مآثر بطولية في سبيل هذا الوطن، وتبقى صور العمليات العسكرية التي وثقوها شاهده على بسالتهم ومتجدده في أرشيف عطائهم الخالد، وانطلاقاً من كل ذلك يمكن القول بان "الإعلام الحربي الجنوبي" قد حقق خلال الفترة الماضية الآتي :

1- أستطاع ان يجذب الرأي العام ويظهر مظلومية شعب الجنوب وقضيته العادلة منذ الطلقة الأولى عبر بث مشاهد تقدم رجال المقاومة والجيش والأمن الجنوبي بدقة وسرعة وجودة تقنية قل نظيرها.

2- كان الإعلام الحربي وسيلة إذاعة البيانات لغرفة عمليات المقاومة والقوات المسلحة الجنوبية والأمن.

3- أرست عدسة الإعلام الحربي الجنوبي مداميك إبراز علم الجنوب العربي الى جانب رآية المقاومة والتحرير في المواقع التي تم استعادتها من ايادي الغزاة والمحتلين اليمنيين، كما بث روح الحماس والفداء في نفوس المقاومين الأبطال وزرع فيها البعد الوطني والهوية الجنوبية في هذه الحرب، واللهب فتيل النضال في وجدان الثائرين من خلال رفع صور شهداء المقاومة والجيش والأمن الذين قتلتهم آلة العدوان اليمني البربري الغاشم.

4- لعبت جبهة الإعلام الحربي للمقاومة والقوات المسلحة الجنوبية والأمن دوراً بارزاً وهاماً في دحض الدعاية المعادية من قبل وسائل إعلام العدو والأبواق المؤيده له والتي حاولت تأليب الرأي العام وقلب وتزييف الحقائق عربياً وإقليمياً ودولياً من خلال فبركات واشاعات وإدعاءات وتلفيقات كاذبة بهدف صرف نظر العالم عن قضية ومظلومية شعب الجنوب.

5- عكس الإعلام الحربي الجنوبي ثقافة رجال الجنوب المقاومين الأبطال من خلال إلتزامهم وتقيدهم الكامل بكل آداب وأخلاقيات الحرب طوال فترات معارك التحرير التي يخوضها حتى اليوم في مختلف الجبهات.

6- تمكنت الجبهة الإعلامية الجنوبية من تطويع سلاح الإعلام الحديث المعروف باسم الإعلام الجديد عبر الضخ اللحظوي للأخبار والمعلومات والخرائط والفيديوهات عبر مواقع التواصل الإجتماعي كافة  من فيسبوك وتويتر وواتس آب مخصص لشبكة المراسلين والصحافيين والمؤسسات المشاركة فيها، وكذا عبر المواقع والصحف الإلكترونية الرسمية والعالمية.

7- تميز الإعلام الحربي الجنوبي عن المقاتلين بأنه لم يسترح بعد حسم وانتهاء معارك اياً من الجبهات، بل استمر في معركته التي لن تتوقف إلا باستعادة سيادة دولة الجنوب العربي كاملة غير منقوصة.

8- رغم كل الجهود الموضوعة على عاتقة وامكانياته المتواضعة تكفل الإعلام الحربي الجنوبي في بعض المحاور بتنسيق جولات لعدد من الصحافيين والمؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والدولية الى مسرح العمليات القتالية في الجبهات وذلل الصعاب من امامها وتعاون معها لإنجاح مهامها الإعلامية ولنقل صورة مكتملة عن سير المعارك، ولعب بذلك دوراً توثيقياً أكبر في إبراز حجم الإنجاز ونقل صورة عن الإرهاب والمجازر الدموية البشعة وحرب الإبادة التي ترتكب بحق شعب الجنوب العربي العزيز.

9- أثبتت جبهة الإعلام الحربي الجنوبي بانها تحمل احد أهم الركائز والأسلحة النوعية الثقيلة والفعالة التي تفتك بالعدو وتتسبب بهزيمته وتقهقره، فالى شهداء هذه الجبهة مني السلام والتحية، فانتم يا شهداء الواجب الجهادي المقدس ورجال الصورة والكلمة قد أمتزجت دمائكم بمهابة عطائكم النضالي والثوري الوافر، واختلطت بعزة وشموخ وكبرياء هذا الوطن الغالي، انتم يا من بسطتوا راحات اكفكم نصراً وفخراً للوطن قد رسمتم بأناملكم خريطة النصر وعنفوان المجد العريق  للجنوب، فلن تمحى بطولاتكم او تطمس هوية تضحياتكم مهما تعاقبت الأزمان.

ليست هناك تعليقات